سياسة الأرض المحروقة بالضفة.. إسرائيل تهدم بنى تحتية وتحاصر مستشفيات
أفادت هيئة حكومية فلسطينية، اليوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي هدم 78 منزلًا ومنشأة فلسطينية خلال الشهر الماضي، وأخطر بهدم 74 منشأة أخرى، في وقت نفذ فيه المستوطنون 206 اعتداءات طالت ممتلكات فلسطينية.
وأصدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية، بيانًا يرصد "الانتهاكات" الإسرائيلية الشهرية في الضفة الغربية المحتلة التي تتعرض لتصعيد من قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة في جنين ومخيمها، منذ يوم الأربعاء الماضي، ما أسفر عن شهداء وإصابات واعتقال العشرات.
هذا فضلًا عن تدمير واسع لممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتا المياه والكهرباء، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
عمليات هدم
وقالت الهيئة إن "سلطات الاحتلال نفذت خلال أغسطس/ آب الماضي 62 عملية هدم، طالت 78 منشأة، بينها 36 منزلًا مأهولًا، و8 غير مأهولة، و13 منشأة زراعية وغيرها، كما أخطرت بهدم 74 منزلًا ومنشأة".
وأضاف البيان أن "المستوطنين نفذوا 206 اعتداءات ما بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف مساحات شاسعة من الأراضي، واقتلاع أشجار، وتخريب وسرقة ممتلكات فلسطينيين، وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية".
وأدت اعتداءات المستوطنين إلى استشهاد مواطنين في قرى جيت في محافظة قلقيلية ووادي رحال في محافظة بيت لحم، "في موجات إرهابية منظمة شنتها مليشيا المستوطنين على البلدتين بحماية الجيش"، وفق البيان ذاته.
هجمات مسلحة للمستوطنين
كما ذكرت الهيئة أن "المستوطنين أنشأوا منذ مطلع الشهر الماضي 8 بؤر استيطانية جديدة يغلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، في حين استولى الجيش على ما مجموعه 367 دونمًا من أراضي المواطنين من خلال 5 أوامر عسكرية".
من جهته، أشار محافظ جنين كمال أبو الرُب إلى أن المحافظة تتعرض "للاجتياح الثاني عشر بعد 7 أكتوبر، وما زال مستمرًا"، مؤكدًا أن 180 مريضًا في مستشفى جنين ومرافقيهم، و75 كادرًا طبيًا وإداريًا وعاملًا تنقصهم الأغذية والدواء والمستلزمات الطبية.
وقال أبو الرب، خلال مؤتمر صحفي: "لا نستطيع إحصاء الأضرار لغاية هذه اللحظة لأن العملية مستمرة"، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية "تهدف من خلال الضغط على مخيماتنا إلى تهجير سكانها".
وأشار إلى تنفيذ "86 عملية تنسيق لتوصيل المياه والسولار إلى مستشفى جنين الحكومي وحده".
وأكد أن "العملية الإسرائيلية الحالية، التي تستهدف البنية التحتية، هي الأعنف والأشد والأوسع مقارنة بالعمليات السابقة".
سياسة الأرض المحروقة
وفي المواقف، حذرت مصر من استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومن انتهاج تل أبيب "سياسة الأرض المحروقة"، داعية إلى وقف التصعيد بالضفة التي تشهد عمليات عسكرية إسرائيلية في مدن مختلفة منها.
جاء ذلك في بيانين منفصلين للخارجية المصرية، أحدهما يتناول التصعيد العسكري بالضفة، والثاني بشأن لقاء وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ بالقاهرة.
وقالت مصر إنها تدين "استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية"، وفق بيان الخارجية.
واستنكرت بـ"شدة السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان في استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب".
وشددت على أن "تلك الانتهاكات لا ينبغي أن تمر دون حساب، وأن على إسرائيل التقيد بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، وحماية أمن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بدلاً من سعيها المستمر للتصعيد وتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة".
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مباحثاته مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة سيغريد كاغ، "أهمية تسهيل عملية إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بالانتهاء من الإجراءات ذات الصلة في أسرع وقت ممكن بعيدًا عن العراقيل التي تفرضها إسرائيل"، وفق بيان ثان للخارجية.
وأعرب عبد العاطي عن "انزعاج مصر الشديد من محاولات تكرار ما يحدث في غزة في الضفة الغربية"، مشددًا على "ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية".
ولا تزال قوات الاحتلال تفرض حصارًا مشددًا على مدينة جنين ومخيمها. وقد دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية، وداهمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها وعاثت فيها فسادًا وخرابًا، وأخضعت سكانها للتحقيق الميداني ونكلت بهم.