أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان نظيره الإسرائيلي مائير بن شبات، أمس الأحد، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل عن كثب مع إسرائيل في شأن قضايا الأمن الإقليمي وللبناء على اتفاقيات التطبيع الإقليمية.
وناقش الرجلان، خلال اتصال هاتفي، فرص تعزيز الشراكة خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك من خلال البناء على نجاح اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وأثار هذا الإعلان علامات استفهام عن التغييرات في السياسة الخارجية الأميركيّة، في ظلّ الإدارة الجديدة، من قضايا المنطقة، ولا سيّما ما يتعلق بإسرائيل، بعد ما أثير أخيرًا عن "قطيعة" مع سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب على هذا الخط.
تنسيق كامل
بحسب مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان، فإنّ إدارة بايدن يبدو أنّها تريد أن تتفادى نوعًا من السجال العلني مع إسرائيل مثل ذلك الذي حدث أيام إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خصوصًا فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي.
ويوضح قبلان، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "الساعة الأخيرة"، أّنّ الإدارة الجديدة تريد على ما يبدو، أن تنسّق بشكل كامل هذه المرة مع إسرائيل ولا تريد أي نوع من التناقض بينها وبين الأخيرة، لافتًا إلى أنّ إدارة بايدن ستكون أقرب إلى إسرائيل ممّا كانت عليه إدارة أوباما.
لا ابتزاز للدول العربية
لكنّ قبلان يعرب، في الوقت نفسه، عن اعتقاده بأنّ بايدن يريد مفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى حل يرضى به الطرفان فيما يتعلق بقضايا الحل النهائي. ويشير إلى أنّ ذلك لا يعني أنه يريد أن يتغافل أو يتجاهل التغييرات التي حدثت في عهد ترمب، ولكّنه سيعود للموقف التقليدي الأميركي المتعلق بمفاوضات السلام.
وإذ يستبعد قبلان أن يبذل بايدن جهدًا كبيرًا على خطّ هذه المفاوضات، باعتبار أنّ أولويّاته قد تكون مختلفة، يشدّد على أنّ إدارة بايدن لن تكون في قطيعة كاملة مع سياسات ترمب بدليل أنّها تشجع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. لكنه لا يعتقد أنّها ستضغط على دول عربية أو تبتزّها من أجل ذلك، بل ستكتفي بالتشجيع على استمرار هذه الحالة من التطبيع.