الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

"سياسة ممنهجة".. أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية

"سياسة ممنهجة".. أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" حول استهداف الأطفال الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي (الصورة: الأناضول)
يعد استهداف الأطفال الفلسطينيين سواء قتلًا أو اعتقالًا أو إهمالًا، سياسة ممنهجة اتبعتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين.

أثار حادث استشهاد الطفل الفلسطيني محمد التميمي موجة غضب داخلي ومطالبات دولية بالتحقيق في ذلك.

والخميس، أصيب التميمي بجراح بالغة في رأسه، بينما أصيب والده في الكتف واليد، إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي على سيارتهما في بلدة النبي صالح، بينما كان الأب يهم بالخروج بمركبته من المنزل لزيارة أحد الأقارب.

والإثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الطفل محمد التميمي البالغ من العمر عامين.

استهداف الأطفال الفلسطينيين

ويعد استهداف الأطفال الفلسطينيين سواء قتلًا أو اعتقالًا أو إهمالًا في الرعاية الطبية، سياسة ممنهجة اتبعتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين.

وعلى صعيد القتل، استشهد 28 طفلًا فلسطينيًا منذ بداية هذا العام، بينما بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا في العقدين الماضيين 2230 طفلًا، وفق بيانات رسمية فلسطينية، منهم 1000 طفل خلال 5 حروب، شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة.

ويعود معظم حالات استشهاد الأطفال الفلسطينيين بنحو أساسي إلى الأعمال العسكرية الإسرائيلية ومخلفات الحروب والألغام، لا سيما في قطاع غزة، وإلى عنف جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية.

أما على صعيد الاعتقالات، فتكشف إحصاءات عن اعتقال جيش الاحتلال 50 ألف طفل فلسطيني منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، منهم 9000 بين عامي 2015 و2022، في ما يعد خرقًا صارخًا للاتفاقيات الدولية.

تشييع جثمان الطفل محمد هيثم التميمي
تشييع جثمان الطفل محمد هيثم التميمي - الأناضول

وإزاء هذه الجرائم تلوذ معظم دول العالم بالصمت من دون اتخاذ أي آلية لإدانة إسرائيل، ما يمنح جنود الاحتلال حصانة من المساءلة القانونية وضوءًا أخضر لاستهداف متعمد للأطفال الفلسطينيين.

وفوق كل ذلك يصر الأمين العام للأمم المتحدة على عدم إدراج الاحتلال ضمن قائمة العار الأممية.

استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين

وفي هذا الإطار، يوضح مدير مكتب فلسطين وإسرائيل في منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمر شاكر، أن هذه المعطيات تشير إلى الاستخدام المنهجي من قبل الحكومة الإسرائيلية للقوة المفرطة ضد الفلسطينيين.

وفي حديث إلى "العربي" من شيكاغو، يضيف شاكر أن ما حدث للطفل محمد التميمي يعكس في واقع الأمر نمطًا أكبر من ذلك، وهذه ليست حوادث منعزلة، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية دأبت على إطلاق النار في حالات تذهب إلى أبعد مما يجيزه القانون الدولي لحقوق الإنسان، وفي حالات لا يوجد فيها أي خطر يهدد الحياة.

ويردف أن نتيجة ذلك هي مقتل المتظاهرين والأطفال والأشخاص الذين يمضون في شؤون حياتهم اليومية في كثير من الأحيان، مؤكدًا أن هذا الأمر يحدث منذ عقود ولا يزال يحدث يحصل في ظل الإفلات من العقاب.

وفيما يردف أنه ليس هناك آلية لمساءلة الاحتلال، يشدد شاكر على أن التحقيقات الإسرائيلية زائفة، وذلك كما في حالة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

ويتابع أن هذا أمر يثير الاستهجان والاستياء، خصوصًا وأن الولايات المتحدة لم تدخل إسرائيل ضمن قائمة العار وانتهاك حقوق الإنسان ضد الأطفال.

وبشأن تعطل التحقيقات عند الحالة الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية وعدم تقديم ملف الانتهاكات الإسرائيلية لقضاة المحكمة، يوضح شاكر أن القضاء العام في المحكمة الجنائية الدولية قام بالتحقيق في جرائم خطيرة ارتكبت في فلسطين، بما في ذلك أعمال القتل غير المشروعة والمستوطنات وأيضًا النزوح القسري.

ويلفت إلى أن هيومن رايتس ووتش" طلبت من المدعي العام بالتعجيل بهذه التحقيقات وتوجيه التهم للمسؤولين عن انتهاكات خطيرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close