انضمّ الطفل الفلسطيني محمد هيثم التميمي، البالغ من العمر عامين، إلى قافلة الأطفال الشهداء الذين يشكّلون "بنك أهداف" لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم وحشية متكرّرة.
وباستشهاد الطفل التميمي يرتفع عدد الشهداء من الأطفال الفلسطينيين برصاص جيش الاحتلال منذ بداية العام الحالي إلى 28 طفلًا.
إصابة طفل فلسطيني ووالده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية النبي صالح قرب رام الله #فلسطين pic.twitter.com/zq81cl66ND
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 2, 2023
ويُعتبر تاريخ الاحتلال الوحشي طويل، باستهداف الفلسطيين العزل، سواء في حروبها على قطاع غزة، أو اقتحاماتها المتكرّرة في الضفة الغربية المحتلة، في ظل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في خرق للقوانين الدولية الراعية لحقوق الإنسان.
ويواجه الأطفال في فلسطين آليات الاحتلال العسكرية، وقوانينه المناهضة لاتفاقية حقوق الطفل الدولية بالرغم من التزام فلسطين بمواثيقها منذ عام 1995.
2230 طفلًا شهيدًا خلال العقدين الماضيين
وأفادت بيانات رسمية فلسطينية باستشهاد 2230 طفلًا فلسطينيًا خلال العقدين الماضيين، من بينهم ألف طفل خلال خمس حروب إسرائيلية على قطاع غزة.
واستُشهد أكثر من 60 طفلًا فلسطينيًا خلال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2021، و17 طفلاً عام 2022، و315 طفلًا في عدوان عام 2009، و546 آخرين خلال عدوان عام 2014.
وهذا العدد من الشهداء الأطفال، يؤكد أنّ قتل الأطفال الفلسطينيين تكتيك يعتمده جيش الاحتلال في كل عدوان عسكري سواء على القطاع أو في الضفة الغربية المحتلة.
كما اعتقل جيش الاحتلال 50 ألف طفل منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، بينهم 9 آلاف بين عامي 2015 و2022، في خرق صارخ للاتفاقيات الدولية.
وأحصت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تقرير نشرته في يونيو/ حزيران 2022، اعتقال 450 طفلًا فلسطينيًا منذ مطلع عام 2022 وحتى أغسطس/ آب من العام نفسه.
وشدّد مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عادل أبو قطيش، في حديث سابق إلى "العربي"، على أنّه لا يمكن تبرير ممارسات الاحتلال بحقّ الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرّضون للتعذيب منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم مرورًا بعملية نقلهم والتحقيق معهم.
عمليات إعدام خارج نطاق القضاء
ويُعاني 80% من أطفال قطاع غزة من أزمات نفسية ويشكون من أعراض الاكتئاب والحزن والخوف، وفقًا لمنظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية.
من جهته، أكد المقرّر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج القضاء فيليب ألستون لصحيفة "واشنطن بوست" أنّ إسرائيل قامت بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء خلال اقتحام مخيم جنين في مارس/ آذار الماضي.
وقال خبراء للصحيفة إنّ الاقتحام الإسرائيلي لمدينة جنين يُعدّ انتهاكًا للحظر الدولي على عمليات القتل خارج نطاق القانون.
لا آلية إدانة لإسرائيل
وإزاء هذه الجرائم، تلتزم معظم دول العالم الصمت دون اتخاذ أي آلية لإدانة إسرائيل، ما يمنح جنود الاحتلال حصانة من المساءلة القانونية، وضوءًا أخضر لاستهداف متعمّد للأطفال الفلسطينيين.
وتقضي تشريعات الاحتلال بمحاكمة الأطفال الفلسطينيين دون سن الـ14 عامًا، وتجريم راشقي الحجارة.
وأكد مدير مكتب فلسطين وإسرائيل في منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمر شاكر، في حديث سابق إلى "العربي"، أنّه "بدون الضغوط الدولية، فإنّ الحكومة الإسرائيلية ستواصل ما فعلته من قتل المدنيين ومحو عائلات بأكملها وارتكاب مزيد من الجرائم"، مطالبًا المجتمع الدولي بملاحقة المشاركين في الجرائم الخطيرة ومساءلتهم.