تستمر تداعيات الحريق الذي اندلع في مستشفى الناصرية بمحافظة ذي قار؛ حيث طالب العراقيون بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، وسط وعود رسمية بفتح تحقيقات بالحادثة.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية إلى محاسبة المسؤولين عن وقوع حريق مستشفى الناصرية، "وإلا ستعتبر الحكومة بصغيرها وكبيرها مسؤولة" عن المأساة.
وقال الصدر في تغريدة له: "على الحكومة السعي الجاد والحازم لمعاقبة المقصرين بمسألة حرائق المستشفيات سواء في الناصرية أم في غيرها من المحافظات، أيًا كان انتماؤهم السياسي، وإلا فإن الحكومة بصغيرها وكبيرها هي المسؤولة عما يحدث".
وحذّر الصدر من أنه "قد يكون لنا تصرف آخر بما يحفظ للشعب سلامته وكرامته"، مطالبًا بـ"الإسراع في إعلان نتائج التحقيق بالسرعة القصوى وألا يكون مصيرها مصير ما احترق في مستشفيات سابقًا".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) July 13, 2021
وما زال العراق تحت صدمة الحريق الذي دمر مساء الإثنين هنغارًا مخصصًا لمرضى كوفيد-19؛ حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 124 قتيلًا.
تحميل المسؤولية
عزا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حريق مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية في محافظة ذي قار إلى خلل بنيوي في الهيكلية الإدارية للدولة.
وأكد الكاظمي على ضرورة إطلاق إصلاح شامل يفصل العمل الإداري عن النفوذ السياسي.
وأصدرت محكمة استئناف ذي قار، أمس الثلاثاء، أوامر قبض وتحرٍ بحق 13 مسؤولًا من ملاكات دائرة صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة صدام الطويل.
من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح: "إن فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم، وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين، ويمنع إصلاح أداء المؤسسات".
وكان المركز الاستشفائي قد افتُتح قبل أسبوعين لتزويد مرضى كورونا بالأكسجين. وحمّل العراقيون الحكومة وإدارة المستشفى مسؤولية الحريق نظرًا لغياب منظومة الأمن والسلامة.
من جهتها، حدّدت محافظة ذي قار مهلة 48 ساعة لإعلان نتائج التحقيق في هذه الفاجعة، في وقت يعتبر العراقيون أن تشكيل لجان التحقيق في كل فاجعة تصيب العراق هو "فاجعة" بحد ذاته.
العراق غاضب
ويُعتبر حريق مستشفى الناصرية، الثاني الذي يلتهم مستشفى في العراق؛ حيث أدى حريق اندلع في أبريل/ نيسان داخل مستشفى ابن الخطيب في بغداد إلى مقتل 82 شخصًا وإصابة العشرات.
وأثار ذلك الحريق، ردود فعل غاضبة واسعة دفعت وزير الصحة آنذاك حسن التميمي، المدعوم من التيار الصدري، للاستقالة.
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عقب مأساة مستشفى الناصرية أمرًا بإقالة واستجواب مدير صحة محافظة ذي قار ومدير مستشفى الحسين في الناصرية ومدير الدفاع المدني في المحافظة. كما صدرت أوامر باعتقال واستجواب عشرة موظفين أخرين، وفقًا لمصادر قضائية.
ومن المقرر أن يُجري العراق في أكتوبر/ تشرين الأول انتخابات برلمانية مبكرة؛ وهو المطلب الرئيسي لاحتجاجات أكتوبر المناهضة للحكومة التي انطلقت نهاية عام 2019.
ويفترض أن تنظم تظاهرة احتجاج اليوم الأربعاء في الناصرية تكريمًا لأرواح الضحايا، بعدما أضاء سكان المحافظة مساء أمس الشموع لأرواح الضحايا.
