على وقع تمدد حركة "طالبان" في أفغانستان، دعت بعض الدول الحركة إلى وقف الأعمال القتالية، والبحث عن مخارج سياسية للأزمة في البلاد.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الجمعة، أن بلاده قد تعود إلى أفغانستان، "إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب"، وذلك ردًا على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجددًا إلى أفغانستان.
وفي تصريحات لإذاعة "إل.بي.سي"، قال والاس: "سأترك كافة الخيارات مطروحة".
وأضاف: "إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون: إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود".
Defence Secretary Ben Wallace tells LBC "every option" is open when it comes to Afghanistan. If the Taliban start attacking the west, "we could go back"@NickFerrariLBC pic.twitter.com/ZHVcaQTNwl
— LBC (@LBC) August 13, 2021
قطر تدعو لتسوية سياسية
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن اليوم الجمعة، كافة الأطراف في أفغانستان، إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار بشكل سريع.
وقال عبد الرحمن، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، غداة انعقاد اجتماع دولي في العاصمة القطرية الدوحة حول عملية السلام في أفغانستان: "ندعو جميع الأطراف المشاركة لاتخاذ خطوات أكثر نحو بناء الثقة وتكثيف الجهود، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "نرحب بالنتائج الإيجابية للاجتماع الدولي حول عملية السلام في أفغانستان بالدوحة".
نرحب بالنتائج الإيجابية للاجتماع الدولي حول عملية السلام في افغانستان بالدوحة، وندعو جميع الأطراف المشاركة على اتخاذ خطوات أكثر نحو بناء الثقة وتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن. https://t.co/icC2GLV1Aq
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) August 13, 2021
وأمس الخميس، حث اجتماع دولي عقد في الدوحة حول عملية السلام في أفغانستان، في بيانه الختامي، الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على "وقف العنف والاعتداءات على الفور في عواصم المحافظات والمدن الأخرى".
وفي 10 أغسطس/ آب الجاري، اجتمع مبعوثون وممثلون عن الصين وأوزبكستان والولايات المتحدة وباكستان وبريطانيا وقطر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدوحة لتقييم وضع المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.
كما اجتمع أيضًا بالعاصمة القطرية في 12 أغسطس، المبعوثون وممثلو ألمانيا والهند والنرويج وقطر وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وجاء اجتماع الدوحة في وقت تشهد فيه أفغانستان اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وطالبان في مناطق متفرقة من البلاد، بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، حيث نجحت بالتقدم والسيطرة على مدن وعواصم ولايات عدة.
طالبان تسيطر على تاسع ولاية منذ بدء المعارك في #أفغانستان قبل أشهر، والرئيس الأفغاني يوجه بتسليح المدنيين pic.twitter.com/j9jg5bVbAN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 11, 2021
إيران تحث طالبان على ضمان سلامة دبلوماسييها
من جهتها، حثت وزارة الخارجية في إيران الجمعة، حركة طالبان، على ضمان سلامة دبلوماسييها والعاملين بقنصليتها في مدينة هرات بغرب أفغانستان، والتي أعلنت الحركة السيطرة عليها.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة على "تويتر": "مع هيمنة طالبان على مدينة هرات، لفتنا نظرهم بقوة إلى ضمان سلامة وصحة الدبلوماسيين التامة وكذلك المنشآت الدبلوماسية".
كما كتب رسول موسوي، المسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية، على موقع "تويتر": "دبلوماسيونا وكذلك دبلوماسيو الدول الثلاث الأخرى التي لها تمثيل في هرات في أمان وصحة ممتازة وليست لديهم مخاوف".
وقال موسوي، المدير العام لشؤون غرب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، في تغريدة سابقة: "سيطرت قوات طالبان على إدارة هرات. القنصل العام والدبلوماسيون وموظفو القنصلية ما زالوا داخل المبنى".
وأضاف: "قوات الأمن تلتزم بضمان الأمن الكامل للقنصلية العامة ودبلوماسييها والعاملين فيها".
"مريع للغاية"
في سياق آخر، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الدول المجارة لأفغانستان إلى إبقاء الحدود مفتوحة، بعدما أدى تقدم مقاتلي طالبان إلى تفاقم الأزمة في البلاد.
وقال متحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية في جنيف: "عدم القدرة على البحث عن الأمان قد يهدد أرواح مدنيين لا حصر لها. المفوضية مستعدة لمساعدة السلطات الوطنية على توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية حسب الحاجة".
فيما وصف متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، نقص الغذاء في أفغانستان بـ "المريع للغاية"، مشيرًا إلى أن الوضع يحمل كل مؤشرات "كارثة إنسانية".