أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن أي حديث عن إمكان المنظمة العالمية حل مشكلات أفغانستان هو وهم، مشددًا على أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة بلد على وشك أن يقف على كارثة إنسانية ومأساوية.
وشدد على أن من المهم ألا تتعرّض البلاد للخنق بالكامل، مشيرًا إلى وجوب أن "تكون هناك طرق لضخ بعض الأموال في الاقتصاد الأفغاني".
وأضاف: "أنا لا أشك بالطبع في الإجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي حتى لا ينهار الاقتصاد الأفغاني ولكي لا يكون الناس في وضع مأساوي مما يجبر الملايين على الفرار، ما سيكون كارثة مروّعة للمنطقة".
بدوره، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من تداعيات عالمية للأزمة الإنسانية في أفغانستان.
وقال غراندي في بيان بعد زيارة لأفغانستان: إن "الوضع هناك لا يزال مزريًا"، مشددًا على الحاجة إلى دعم عاجل ومستمر من المجتمع الدولي لمنع اتساع رقعة الأزمة الإنسانية.
ونبّه المسؤول الأممي إلى أن انهيار الخدمات العامة والاقتصاد سيقود إلى معاناة أكبر وعدم استقرار ونزوح داخل البلاد وخارجها.
"تعامل معلق"
وأوضح مسؤولون في صندوق النقد الدولي أن تعامل الصندوق مع أفغانستان لا يزال معلقًا.
وأكد الصندوق أن التركيز الفوري يجب أن يكون على مساعدة الشعب الأفغاني، والسماح بالتحويلات على نطاق ضيّق، كذلك تحويلات المساعدات للبلدان التي تستضيف لاجئين أفغان.
من ناحية أخرى، تمهد طالبان المسالك لقوافل الأمم المتحدة، فهي تعد المطار بوابتها إلى اعتراف دولي بحكومتها الوليدة.
وأكد وزير الداخلية في الحكومة الأفغانية المؤقتة سراج الدين حقاني للمبعوثة الدولية إلى أفغانستان ديبورا ليونز أن الحركة ستسمح لطواقم الأمم المتحدة بحرية الحركة في البلاد.
وطمأنها إلى أن حكومته منفتحة على المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وتوفّر الأمان للفرق التابعة للأمم المتحدة.
"قلق من مجاعة"
وفي هذا الصدد، يتوقف طارق فرهادي، المستشار السابق للرئيس الأفغاني حامد كرزاي، عند المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة الإثنين الماضي في جنيف.
ويقول في حديث إلى "العربي": إن الدول الغربية كانت ـ على الرغم من الأوضاع في أفغانستان ـ سخية جدًا؛ حيث تم تأسيس صندوق لأفغانستان ووضع ما يقرب من ملياري دولار فيه على شكل مساعدات إنسانية، على أن ترسل مباشرة إلى الأفغان من دون أن تمر عبر حكومة طالبان".
وإذ يلفت إلى أن الدول الغربية تبدي قلقًا من أن أفغانستان قد تشهد مجاعة تنتج عنها وفيات بأعداد كبيرة، يذكّر بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة من حيث إن أكثر من مليون طفل أفغاني مهددون بأمنهم الغذائي.
ويضيف: "نحن أيضًا نتوقع مغادرة مئات الآلاف من الأفغان للدولة بسبب الفقر"، مؤكدًا أن "الدول الغربية بهذه الحالة تفضّل أن تدفع على شكل مساعدات إنسانية بدل أن تشهد هجرة كبيرة".