الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

هل تعيد الطعون بالنتائج خلط أوراق الانتخابات العراقية؟

هل تعيد الطعون بالنتائج خلط أوراق الانتخابات العراقية؟

شارك القصة

رغم صدور النتائج بسرعة على غير العادة، لن يسير تأليف الحكومة المقبلة على الطريق نفسه، بسبب انتظار التحالفات في عملية التأليف.

حصل التيار الصدري على الحصة الأكبر من مقاعد البرلمان العراقي، بحصوله على 73 مقعدًا بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات النتائج الأولية، في وقت حصل فيه تحالف الفتح على 14 مقعدًا فقط ما دفعه إلى رفض النتائج المُعلنة.

وحصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي على 38 مقعدًا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ 37 مقعدًا، في حين حصلت حركة امتداد التي تمثّل الحراك على 9 مقاعد.

ضعف ثقة المواطنين

وأدت الانتخابات العراقية إلى خلط الأوراق السياسية في البلاد، بعد حصول أحزاب عهدت الحضور الكبير في البرلمان على عدد مقاعد قليل مقارنة بالسابق.

ورغم صدور النتائج بسرعة على غير العادة، لن يسير تأليف الحكومة المقبلة على الطريق نفسه، بسبب انتظار التحالفات في عملية التأليف.

وأتى ضعف مشاركة العراقيين في الانتخابات ليظهر ضعف ثقة الشعب بالأحزاب الحاكمة في السنوات الماضي.

وعلى عكس باقي الأحزاب، وسّع التيار الصدري تواجده على الساحة السياسية في العراق، وستساعده قوّته في البرلمان على لعب دور أساسي في تشكيل الحكومة المقبلة.

أخطاء كثيرة

في هذا السياق، يرى الأكاديمي والباحث في الشأن السياسي حيدر البرزنجي أن "تحالف الفتح لم يشكّك في مؤتمره الصحافي بالمفوضية العليا، بل شكّك بنزاهة العملية الانتخابية".

ويوضح البرزنجي في حديث إلى "العربي" من بغداد، أن "الانتخابات شهدت أخطاء كثيرة، خصوصًا بعد تعطّل 2000 جهاز اقتراع في وقت الذروة".

ويشير البرزنجي إلى أن "المفوضية العليا للانتخابات لم تلتزم بالكثير من الشروط التي وضعتها لنفسها".

ويضيف: "لم يفرز ما نسبته 21% من صناديق الاقتراع، وهذا قد يؤدي إلى تغيير في نتائج الانتخابات".

استخدام السلاح

من جهته، يعتبر الكاتب والصحافي مجاشع محمد علي أن "ما حصل عقب الإعلان عن النتائج كان متوقعًا، لأن الأحزاب السياسية في العراق لم تتعود بعد على المسارات الديمقراطية".

ويؤكد محمد علي، في حديث إلى "العربي" من بغداد، على أن "من يريد الطعن بالانتخابات يمكنه السير في المسار القضائي، من دون التهديد باستخدام السلاح".

ويقول: "التلويح باستخدام السلاح من قبل بعض القيادات في هذه الظروف الصعبة ولّد قلقًا في الشارع العراقي".

ويضيف: "إعلان المفوضية اليوم عن فرز أصوات إضافية لن يؤثر على نتائج الانتخابات، خصوصًا أن عدد هذه الأصوات لن يتعدّى الـ6 آلاف صوت".

انعكاس للأداء السياسي

بدوره، يشير الباحث في شؤون الشرق الأوسط مصعب الآلوسي إلى أن نتائج الانتخابات أتت انعكاسًا للأداء السياسي لجميع القوى في البلاد.

ويلفت الآلوسي في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن "تحالف الفتح فاز عام 2018 في الانتخابات بسبب ما حققه الحشد الشعبي على الأرض، لكن اليوم لم يكن أداء التحالف متميزًا سياسيًا، ما دفع العراقيين إلى عدم التصويت له".

ويقول: "لم يعد المجتمع العراقي بحاجة إلى شعارات ضد أميركا وإسرائيل، بل يريد نتائج فعلية تحسّن من الاقتصاد والبنية التحتية والتعليم".

ويضيف: "رغبة العراقيين هذه انعكست بشكل واضح في هذه الانتخابات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close