تتفاقم الأزمة الأمنية والسياسية في إثيوبيا، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الاتحادية، قتالًا ضد القوات المتمردة، التي تهدد بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا.
وبشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، تسود خشية من تعثر حل الخلاف بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، في حين تطالب دولتا مصب نهر النيل بإبرام اتفاق ثلاثي عادل وملزم، بشأن تشغيل السد وملئه.
وتحالفت تسع مجموعات متمردة إثيوبية من بينها جبهة تحرير شعب تيغراي، منذ الجمعة الماضية، ضد الحكومة الفدرالية التي يقودها رئيس الوزراء آبي أحمد.
وأمرت الولايات المتّحدة، السبت الماضي، دبلوماسييها غير الأساسيين في السفارة الأميركية في إثيوبيا وأفراد عائلاتهم، بمغادرة البلاد. كما طلبت عدد من السفارات بينها بعثات السعودية والسويد والنرويج والدنمارك، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.
وتتسارع الأوضاع الميدانية في البلاد حيث تم إعلان حالة الطوارئ، في وقت أكدت جبهة تحرير أورومو المتحالفة مع جبهة تيغراي أن قواتها تتقدم نحو العاصمة أديس أبابا.
سد النهضة في قلب العاصفة
وقالت أسماء الحسيني، وهي نائبة رئيس تحرير الأهرام ومتخصصة في الشأن الإفريقي، لـ"العربي": إن استقرار إثيوبيا، هو حجر زاوية لاستقرار المنطقة، وأي تداعيات سلبية تحدث الآن فيها، ستؤثر على مصر بما يتعلق بسد النهضة.
ولفتت الحسيني من القاهرة، إلى أن رئيس الوزراء آبي أحمد، كان يتبع أسلوب التعنت تجاه سد النهضة، مما أدى لانسداد أفق التفاوض مع مصر والسودان، بما يتعلق بملء السد وتشغيله، ولا سيما أن أحمد لم يبد بعضًا من المرونة خلال المفاوضات.
واعتبرت الصحافية المصرية أن ما يجري في إثيوبيا حاليًا، من تهديدات بمعارك ومواجهات عسكرية، سيؤثر على ملف سد النهضة الذي جرى تجميده، لكون جهد الحكومة سينصب على مواجهة معارضيها، الذين باتوا على مشارف العاصمة.
وبرغم سيطرة آبي أحمد على الأوضاع في إثيوبيا نسبيًا، إذ يحتمي بأكثرية عددية وبولاء قادة الجيش الجدد؛ إلا أنّ الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، خصوصًا بعد سيطرة جبهة تحرير تيغراي على الإقليم شمالي البلاد، وتحالفها مع مجموعة متمردة من إثنية الأورومو.