أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الجمعة، عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي تواصل إسرائيل العدوان عليه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول مخلفًا أكثر من 30 ألف شهيد.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر، تتضمن وفق مسؤولين في إدارته بناء "رصيف مؤقت" في غزة لإدخال "مساعدات ضخمة".
خضوع المساعدات للتفتيش الإسرائيلي
و"رحبت" إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص التي تقع على مسافة حوالي 380 كيلومترًا من غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حياة عبر منصة "إكس": إن هذه المبادرة "ستمكن من زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقًا للمعايير الإسرائيلية".
ووفقًا للأمم المتحدة، صار 2,2 مليون شخص يشكلون الغالبية العظمى من سكان غزة مهددين بالمجاعة مع نقص خطير في الغذاء ومياه الشرب، كما نزح 1,7 مليون منهم من بيوتهم بسبب القصف والقتال.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوب قبرص: "نحن قريبون جدًا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يحدث ذلك هذا الأحد".
وأوضحت إلى جانب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أنه سيتم إطلاق أول عملية تجريبية الجمعة.
وجاء في بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة أن "الوضع الإنساني في غزة كارثي ولهذا السبب تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة اليوم عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها".
ورغم اعترافهم بأن هذه العملية ستكون "معقدة"، أكد المساهمون تصميمهم على العمل من أجل "ضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية".
وتتوجه فون دير لايين في 17 من الشهر الجاري، إلى مصر يرافقها رئيسا وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس وبلجيكا الكسندر دو كرو.
عمليات إنزال جوي جديدة
والجمعة، نفّذت دول عربية وغربية من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، عدة عمليات إنزال جوي للأغذية.
لكن عمليات الإنزال الجوي، فضلًا عن إرسال المساعدات عن طريق البحر، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري، وفق الأمم المتحدة التي تحذر من "مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبًا" في غزة.
وأشارت منسقة الأمم المتحدة المسؤولة عن المساعدات لغزة سيغريد كاغ إلى أن "تنويع طرق الإمداد البرية يظل الحل الأمثل".
وبحسب مسؤولين أميركيين، سيستغرق إنشاء "رصيف مؤقت" في غزة عدة أسابيع، ولن يشمل إنجازه نشر جنود أميركيين في القطاع الفلسطيني.
ويظل إدخال المساعدات وإيصالها إلى مناطق مختلفة من قطاع غزة، وخصوصًا في الشمال، صعبًا للغاية بسبب القتال والقصف والتدمير والنهب في بعض الأحيان.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد ما لا يقل عن 20 مدنيًا معظمهم من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف في القطاع.
تساؤلات عن توزيع المساعدات
وفي هذا السياق، قال مراسل "العربي" أحمد دراوشة، إن إسرائيل لم تشر إلى إعلان واشنطن عن رصيف مؤقت قبالة غزة، موضحًا أن الخارجية الإسرائيلية تحدثت عن خضوع المساعدات البحرية للتفتيش ولمعايير إسرائيلية.
وأفاد المراسل بأنّه من غير الواضح من سيقوم بفحص المساعدات البحرية التي ستدخل إلى قطاع غزة، لا سيما من البضائع القادمة من قبرص.
وإذ أشار إلى أنّ المساعدات ستحل وجهًا واحدًا من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أوضح أن السؤال المطروح في الوقت الراهن عمن سيقوم بتوزيع المساعدات في القطاع بشكل عادل؟ ومن سيحميها في شمال القطاع وتزويدها بالوقود في ظل رفض الاحتلال التعامل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
كما لفت إلى أنّ الاحتلال يرفض التعامل مع الشرطة الفلسطينية بزعم أنها تتبع لحركة حماس واستهدفها خلال الفترة الماضية، على الرغم من دعوات أميركية لعدم استهداف السلطة الفلسطينية.
وتابع أن "المبادرة القبرصية ستوصل المساعدات إلى سواحل غزة بينما أمر توزيعها غير واضح بعد".
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 30800 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينما بلغت الإصابات 72298 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق وكالة "وفا".
بعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة في القاهرة، من المقرر أن تستأنف المحادثات بشأن هدنة الأسبوع المقبل في العاصمة المصرية، وفق ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات.
ويأمل الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة تتضمن إطلاق سراح أسرى مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قبل حلول شهر رمضان الذي يهل في 10 أو 11 الشهر الجاري.
وتطالب حركة حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل.