فجّر وصول طفلة تونسية يبلغ عمرها 3 سنوات وحيدة إلى إيطاليا ضمن رحلة غير نظامية على متن قارب للهجرة، جدلًا واسعًا في كل من تونس وإيطاليا. وقد أوقفت السلطات التونسية والديها وتشتبه بارتكابهما جريمة "الإتجار بالبشر".
وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية، فإن الطفلة وصلت بأمان بعد رحلة استغرقت نحو 30 ساعة على متن قارب مكتظ كان قد انطلق من ولاية المنستير التونسية، وهي الآن في مركز لرعاية القصر في مقاطعة أغريجنتو في جزيرة صقلية.
وقد قدّم الادعاء العام في باليرمو طلبًا عاجلًا إلى المحكمة لتعيين وصي على الطفلة.
وبحسب التقارير، فإن الطفلة انفصلت عن والديها عندما وضعها الأب على متن القارب وعاد لإنقاذ ابنته التي تبلغ 7 سنوات وزوجته الحامل بطفلها الثالث واللتين تعثرتا وهما تحاولان الوصول إلى القارب. لكن المركب أبحر من دون انتظارهم.
وبحسب تصريحات إعلامية لعم الطفلة، "فإن العائلة اختارت الهجرة لتوفير علاج البنت الكبرى التي تعاني من مرض بالقلب في ظل وجود صعوبات في الإجراءات العلاجية بتونس. كما أن ملفها الطبي موجود في حقيبة الطفلة الموجودة في إيطاليا".
الشرطة التونسية تحتجز الوالدين
وقد احتجزت السلطات التونسية الوالدين بتهمة "التخلي عن قاصر" بعد ذهابهما للإبلاغ عن اختفائها.
من جهته، قال مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير: "إن الواقعة تكتسي شبهة الإتجار بالبشر، حيث تم رصد اتصالات بين الوالد وأحد الأشخاص الموجودين في إيطاليا للتنسيق معه حول وضع الطفلة"، وعدم ملاءمة المبلغ المدفوع للمشاركة في الهجرة مع الوضع الاجتماعي للعائلة، والذي بلغ نحو 7 آلاف دولار، بحسب الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي.
كما أشارت السلطات إلى أن العائلة ترفض التعاون بشأن تقديم معلومات عن منظمي العملية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي: "إن الأب فرط بفلذة كبده وأعطاها لأحدهم حتى يتمكن من اللحاق بها".
وأضاف: "سلّما ابنتهما على طبق وعادا، وإن النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالأب والأم، وحاليًا هناك أبحاث جارية بخصوص شبهة وجود إتجار بالبشر".