الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

شرارة واحدة تطلق جحيم نار.. لهذه الأسباب تندلع حرائق الغابات في أوروبا

شرارة واحدة تطلق جحيم نار.. لهذه الأسباب تندلع حرائق الغابات في أوروبا

شارك القصة

تقرير إخباري عن موجات حرائق وحر غير مسبوقة في عدد من الدول الأوروبية (الصورة: غيتي)
ستزداد الحرائق التي تشكل كابوسًا للدول الأوروبية والعالم سوءًا مع اشتداد تغيّر المناخ، ما لم يتمّ اتخاذ تدابير مضادّة.

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، تجتاح موجة من الحرائق الدول الأوروبية، وباتت عصية على الإيقاف.

ويرجّح العلماء أن تزداد الحرائق سوءًا مع اشتداد تغيّر المناخ، ما لم يتمّ اتخاذ تدابير مضادة.

وأدت الهجرة الجماعية للأوروبيين من الريف إلى المدن في العقود الأخيرة، إلى ترك الأراضي الحرجية تحت رحمة الجفاف، والاحتباس الحراري الناجم عن تغيّر المناخ. وأصبحت شرارة واحدة صغيرة قادرة على إطلاق العنان لجحيم من النار.

إهمال

وأوضح يوهان غولدامر، رئيس المركز العالمي لرصد الحرائق، وهو هيئة استشارية للأمم المتحدة، لوكالة "أسوشييتد برس" أن الأراضي الحرجية والغابات مليئة بالمواد القابلة للاحتراق، على غرار جذوع الأشجار اليابسة، والأغصان المتساقطة، والأوراق اليابسة والأعشاب الجافة، وهو ما يؤدي إلى نسبة حرائق الغابات غير مسبوقة في التاريخ.

وقال: "الغابات آخذة بالانفجار".

وغالبًا ما يكون الإهمال كافيًا لإشعال حريق. ففي البرتغال، حيث توفي أكثر من 100 شخص في حرائق الغابات عام 2017، أفادت السلطات بأن 62% من الحرائق ناتجة عن أنشطة زراعية مثل حرق بقايا الأشجار.

تغيّر المناخ

وأضاف تغيّر المناخ يشكل بعدًا جديدًا مخيفًا لحرائق الغابات، ويجعلها أكثر خطورة.

وقالت فريدريكي إلي لويس أوتو أوتو، كبيرة المحاضرين في علوم المناخ في معهد غرانثام لتغير المناخ في إمبريال كوليدج لندن، للوكالة: "درجات الحرارة، والجفاف، والرياح العاتية، حوّلت حرائق الغابات الصيفية إلى معيار جديد في جنوب أوروبا".

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، شهد الاتحاد الأوروبي أشدّ حرائق الغابات كثافة على الإطلاق، وأسوأ أنواع الجفاف على الإطلاق.

بدورها، أفادت الأمم المتحدة بأن درجة الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ترتفع بنسبة 20% أسرع من المتوسط العالمي.

وتضاعفت مساحة الريف الأوروبي المحترق أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العام، مع احتراق حوالي 450 ألف هكتار حتى 16 يوليو/ تموز الحالي، مقارنة بـ110 آلاف هكتار في الأشهر نفسها بين عامي 2006 و2021.

كما شهدت أوروبا حتى 16 يوليو الحالي، حوالي 1900 حريق غابات مقارنة بـ470 حريقًا بين عامي 2006 و2021.

حرائق الغابات مختلفة الآن

وأدت موجات الجفاف والحرارة المرتبطة بتغيّر المناخ إلى صعوبة مكافحة حرائق الغابات، حيث تسهّل الظروف انتشارها بسرعة. ويقول العلماء إن تغيّر المناخ سيستمرّ في جعل الطقس أكثر تطرفًا، وبالتالي ستستمرّ حرائق الغابات في التواتر وتسبّب خسائر أكبر.

ويتضمّن ذلك "الحرائق الضخمة" التي لا يُمكن إيقافها فعليًا.

بدأت مشاكل حرائق الغابات في إسبانيا هذا العام مع وصول أوائل موجة الحر في البلاد منذ عقدين في الربيع. وارتفعت درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية في العديد من المدن الإسبانية، وهي المستويات التي تشهدها البلاد في ذروة فصل الصيف.

وفي البرتغال، كان شهر مايو/ أيار الماضي، الأكثر دفئًا منذ تسعة عقود، وجرى تصنيف 97% من أراضيها على أنها تعاني من جفاف شديد. وكذلك الأمر في فرنسا، حيث اعتُبر شهر مايو الأكثر سخونة على الإطلاق. وسجّلت بريطانيا، أمس الخميس، اليوم الأكثر حرًا في تاريخها مع تجاوز درجات الحرارة الأربعين مئوية للمرة الأولى.

وفي هذا الإطار، قالت أوتو: "لن نتمكن من منع حرائق الغابات تمامًا. علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع هذا الواقع".

كيف نتعايش مع الحرائق المتزايدة؟

على الرغم من صور الجدران المرعبة من اللهب وخدمات الإطفاء المنهكة، اعتبر العلماء أن لا داعي لفقدان الأمل.

وقالت أوتو: "تواتر حرائق الغابات ليس أمرًا إلهيًا. إنه إلى حد كبير نتيجة أفعال البشر، ولدينا الكثير من القوة لتفادي الأمر".

وأضافت أن الأشياء التي يُمكننا القيام بها للتكيّف تشمل وضع حد لحرق الوقود الأحفوري، وتثقيف الناس حول ظاهرة الاحتباس الحراري.

بدورها، قالت أميلا ميسكين، مستشارة الرابطة الحكومية الأوروبية للغابات، التي تمثّل شركات ومؤسسات ووكالات الغابات الحكومية في 25 دولة أوروبية، إن "إدارة الغابات تحتاج أيضًا إلى إعادة النظر".

وتقدم عدد كبير من الدول بمشاريع مثل مخطّطات الاحتفاظ بالمياه، وخلط أنواع الغابات، واستعادة النسيج النباتي. ومع ذلك، من غير المرجح أن يظهر التغيير قريبًا. ويمكن أن يمتد التخطيط قصير الأجل في مجال الغابات لأكثر من 50 عامًا، وسيستغرق التغيير الأساسي عقودًا.

وعلى نطاق أوسع، تحدّثت ميسكين عن نقص عام في الاهتمام بالوظائف في الريف، واعتبار الغابات عملًا غير عصري. ولذلك، يجب عكس وجهات النظر هذه.

وأملت أن تولّد صدمة حرائق الغابات اهتمامًا عامًا متجددًا برعاية الغابات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أسوشييتد برس
تغطية خاصة