Skip to main content

شهادات مقاتلين روس من الجبهات.. تجنيد من السجون وواقع مغاير للوعود

الثلاثاء 15 أغسطس 2023
قال سجناء إنهم أُرسلوا مع زملائهم إلى القتال على الجبهة في أوكرانيا من دون تحديد الهدف من المهمة - غيتي/ أرشيف

تلعب الوحدات العسكرية المؤلفة من مدانين دورًا رئيسيًا في إستراتيجية موسكو العسكرية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تشير إلى تأثير القتال المتواصل، والذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022، على قوات روسيا النظامية. 

وتقدم الصحيفة في تقرير نُشر أخيرًا، شهادات لمقاتلين تم تجنيدهم وهم من المحكومين؛ خرجوا من السجون إلى جبهات القتال بعدما تلقوا وعودًا "يخالفها الواقع". 

أحد هؤلاء يُدعى ألكسندر، جُند في مارس/ آذار الماضي بعد فترة وجيزة من نيله عقوبة سجن طويلة بتهمة القتل. ترك زوجة وطفلين، وقال إنه كان قلقًا من أنه لن ينجو من التعذيب وعمليات الابتزاز في السجن.

من خيرسون أخبر ألكسندر، في تسجيل صوتي، أنه لم ير خلال شهر قضاه على خط الجبهة جنديًا أوكرانيًا واحدًا، وأنه بالكاد أطلق رصاصة واحدة، لافتًا في المقابل إلى أن التهديد بالموت جاء من مسافة بعيدة.

الوحدة التي كان عنصرًا فيها وشُكلت على عجل، تألفت بالكامل تقريبًا من السجناء، وشهدت في جنوب أوكرانيا - على ما قال - أسابيع من القصف المتواصل وهجمات القناصة.

وبينما أفاد بأنه كان من بين حوالي 40 مجندًا نجوا من أصل 120 رجلًا، ذكر أنه شاهد الكلاب تقضم الجثث المتراكمة لرفاقه القتلى.

اختصر الحال بالقول إنه تم إرسالهم "إلى مذبحة"، قائلًا في إشارة إلى قادته: "لسنا بشرًا بالنسبة لهم، لأننا مجرمون". 

وتحدث عن منع الضباط صراحةً رجالًا في وحدته من جمع زملائهم القتلى من ساحة المعركة، زاعمًا أن السبب من ذلك منع عائلاتهم من المطالبة بتعويضات. فالجنود سيتم تسجيلهم على أنهم مفقودون، وليس قتلى في المعركة.

وبينما لا يمكن تأكيد رواية ألكسندر بشكل مستقل، إلا أنها تتماشى – وفق نيويورك تايمز - مع روايات الجنود الأوكرانيين وسجناء الحرب الروس، الذين قالوا إن موسكو استخدمت نزلاء السجون بشكل أساسي وقودًا للحرب.

أجور غير منتظمة وضغوط للبقاء

وكانت وزارة الدفاع الروسية بدأت في فبراير/ شباط الماضي تسجيل آلاف النزلاء من سجون البلاد في وحدات خاصة، بعد توليها النموذج الذي استخدمته فاغنر في السنة الأولى من الحرب.

وقد وُعد ألكسندر مثل غيره من السجناء المقاتلين بتقاضي راتب شهري قدره 2000 دولار بسعر الصرف اليوم، وبالحرية في نهاية عقده الذي يمتد لستة أشهر.

لكن الأمر لم يكن كذلك على أرض الواقع على ما زعم ألكسندر و3 مقاتلين آخرين، وصفوا مدفوعات الأجور بأنها غير منتظمة وتقل كثيرًا عن المبالغ التي وعدتهم بها الدولة، فضلًا عن عدم قدرتهم على تحصيل تعويضات عن الإصابات.

ويبدو أن ما تقدم يخالف ما كان عليه الحال "تحت راية" فاغنر، التي تدعي أن 49 ألف سجين قاتلوا ضمن قواتها وقُتل منهم 20%.

ففيما وصف مقاتلون سابقون قساوة الإجراءات التأديبية التي تفرضها المجموعة شبه العسكرية، إلا أن ناجين قالوا إنهم تمكنوا من تحصيل أجورهم والعودة كرجال أحرار إلى ديارهم بعد ستة أشهر.

كما ادعى ألكسندر أن الضباط استخدموا التهديد والترهيب لإجبار السجناء المقاتلين الناجين على البقاء في الجبهة لمدة عام آخر بعد انتهاء عقودهم.

ويأتي ذلك فيما تحدث السجناء عن "خسائر فادحة في وحداتهم، وعن تجاهل قادتهم الواضح لحياتهم"، فضلًا عن غياب الأسلحة الثقيلة والوسائل الناجعة في الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الأوكرانية.

وتنقل "نيويورك تايمز" شهادة أحد أعضاء كتيبة ألكسندر، ويُدعى ديمتري كان سجّلها في رسالة صوتية قبل أن يُقتل.

وقد جاء في الرسالة التي شاركتها زوجته "إنه كان يركض مثل الأبله بسلاحه الآلي، ولم ير عدوًا واحدًا ولم يطلق طلقة واحدة، وأنه وزملاءه مجرد طعم لفضح مواقع مدفعية" الأوكرانيين.

كما قال سجناء إنهم أُرسلوا مع زملائهم إلى القتال من دون "تحديد الهدف من المهمة وبلا أسلحة ثقيلة"، وأن بعضهم تركوا بلا طعام ولا ماء لعدة أيام الأمر الذي أجبرهم على شرب مياه الأمطار المعالجة بالكلور".

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا تبذل كل من كييف وموسكو قصارى جهدهما لتضخيم خسائر الطرف الآخر.

وبينما اعترفت روسيا علنًا بمقتل ما يزيد قليلًا عن 6 آلاف جندي، إلا أن نشطاء وصحفيين مستقلّين يقولون إنّ التقارير الإعلامية عن الخسائر العسكرية الحقيقية تمّ قمعها.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة