سبائك ذهبية وملايين الدولارات.. ما هو حجم إمبراطورية "فاغنر" المالية؟

ذكر تقرير للـ"فاينانشال تايمز" أن الكرملين استولى على ملايين الدولارات النقدية محشوة في صناديق من الورق المقوى، وسبائك ذهبية نقلت في حافلات لتمويل عمليات "فاغنر" في أوكرانيا.

ووضع الكرملين يده على هذه الثروة بعد تمرّد المجموعة الذي استمر 24 ساعة يوم السبت الفائت، وهو ما أثار تساؤلات عن حجم إمبراطورية "فاغنر" المالية.

واللافت أن عدد مقاتلي "فاغنر" لم يتجاوز نحو 5 آلاف عنصر عند إنشائها عام 2014 وفق الـ"بي بي سي"، قبل أن يتجاوز لاحقًا أكثر من 50 ألفًا في أوكرانيا على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية.

وفي مارس/ آذار الماضي، كشف زعيم "فاغنر" في رسالة على تلغرام أن متوسط عدد المقاتلين الذين تجنّدهم "فاغنر" يوميًا يتراوح بين 500 و800 عنصر. 

أما في إفريقيا، فيقّدر عدد مقاتلي المجموعة الروسية بـ5 آلاف عنصر.

"الأموال السوداء"

ويتقاضى أعضاء مجموعة "فاغنر" رواتب شهرية تتجاوز 3500 دولار، بحسب "بلومبرغ".

وقتل نحو 20 ألف عنصر منها خلال معركة السيطرة على باخموت في أوكرانيا بمايو/ أيار المنصرم، حسب تصريحات زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين.

فيما تحظى عائلة القتيل الواحد بتعويضات قدرها 60 ألف دولار، ما يعني أن المدفوعات النقدية مقابل الوفيات تساوي 1.2 مليار دولار عام 2022.

وحصلت كثير من العائلات على المدفوعات نقدًا من "الأموال السوداء"، ونصحت بعدم وضع الأموال في حسابات مصرفية لتجنّب الضرائب وهو بالتالي أمر من شأنه أن يضرّ بالاقتصاد الروسي.

سعي لإضعاف الإمبراطورية

وإثر التمرّد المسلّح الذي قادته "فاغنر" ضد الجيش الروسي يوم 23 يونيو/ حزيران الفائت، استولى الكرملين على أكثر من 47 مليون دولار نقدًا محشوة في صناديق من الورق المقوى داخل حافلة صغيرة.

وضبطت هذه الأموال، خلال مداهمة لفندق مملوك لبريغوجين زعيم "فاغنر" في مدينة سانت بطرسبورغ.

كذلك، ضمّت الحافلة 5 كيلوغرامات من السبائك الذهبية، وهي واحدة فقط من 3 حافلات مليئة بالنقود استخدمت في تمويل عمليات "فاغنر" بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

نهب موارد وامتيازات

وبنت "فاغنر" إمبراطوريتها المالية عبر تقديم خدمات أمنية لعشرات الدول في إفريقيا، والشرق الأوسط. وقد ساهمت في نهب موارد الدول عبر مؤسسات تجارية متعددة الجنسيات.

ومثالُ ذلك، "إفرو بوليس" التي حصلت على امتيازات عقود الطاقة في سوريا، مقابل تقديم الدعم العسكري لنظام بشار الأسد.

هذا فضلًا عن استغلال الموارد الطبيعية مثل الذهب في السودان، وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى.

ولتجنب العقوبات وإخفاء مواردها المالية، غالبًا ما تطلب "فاغنر" الدفع بالذهب والماس، وشحنات النفط والغاز، حيث قدرت الـ"فاينانشال تايمز" إرادات المجموعة من الموارد الطبيعية بنحو 250 مليون دولار، بين عامي 2018 و2021.