عاشت غزة ليلة أخرى لم تهدأ فيها أصوات القصف، واستمرت مع حلول صباح اليوم الخامس والثمانين من العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر، منذ نحو 12 أسبوعًا.
وارتفعت أعمدة الدخان جراء قصف إسرائيلي على شمال غزة، وسط أعمال تفجير واسعة للمباني السكنية ينفذها الاحتلال.
أما في وسط القطاع وجنوبه، فقد قال مراسل "العربي" في خانيونس أحمد البطة، إن الاحتلال استهدف أحد المنازل في منطقة الزوايدة في المحافظة الوسطى ما خلّف شهداء وجرحى. كما استهدف من قبله أحد المنازل في مخيم النصيرات بالمحافظة نفسها، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 5 مواطنين.
وأشار مراسلنا إلى قصف مدفعي مكثّف شرق مخيم النصيرات وعلى شارع صلاح الدين، ووسط مدينة خانيونس وجنوبها.
وتحدث عن الاشتباكات المستمرة في هذه الأخيرة على محورين مركزيين على الأقل، لافتًا إلى ما كانت نشرته كتائب القسام من مشاهد استهدافها لآليات الاحتلال في المدينة ومناطق مختلفة.
تفاقم الوضع الإنساني
وبينما توقف عند الأوضاع الإنسانية، قال إنها تتفاقم في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، مذكرًا بأن أكثر من 1.5 مليون نازح يعيشون في ظروف معيشية قاسية للغاية؛ حيث لا دواء ولا مياه صالحة للشرب ولا غذاء بكميات كافية.
وذكر بأعداد المفقودين جراء العدوان، والمناطق التي يستهدفها الاحتلال ويصعب التوجه إليها، مشيرًا إلى جثامين شهداء ما زالت على الأرض في بعض المناطق.
وقال إن طائرات إسرائيلية بمختلف أنواعها تطلق النار وتستهدف كل من يتحرك هناك، بما في ذلك الطواقم الطبية.
وتشير آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة في غزة، إلى أن العدوان الذي بدأه الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد أسفر عن استشهاد 21507 فلسطينيين وإصابة نحو 56 ألف آخرين.
ويقول رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدّسون على "قطعة أرض تزداد صغرًا".
استشهاد صحافي في مخيم النصيرات
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد أعلن في الساعات الماضية ارتفاع عدد الصحافيين الشهداء من جراء العدوان الإسرائيلي إلى 106، باستشهاد مراسل قناة "القدس اليوم" الفضائية جبر أبو هدروس.
وانضم أبو هدروس إلى قافلة الشهداء الصحافيين، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي على منزل عائلته في مخيم النصيرات ما أدى إلى استشهاده وعدد من أفرادها.