الأحد 27 أكتوبر / October 2024

صدمات نفسية.. كيف تؤثر الكوارث الطبيعية على الأطفال؟

صدمات نفسية.. كيف تؤثر الكوارث الطبيعية على الأطفال؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" تتناول تأثير الكوارث الطبيعية النفسي على الأطفال (الصورة: غيتي)

تظهر على الأطفال عوارض آنية بعد الكوارث الطبيعية تتمثل بالقلق والخوف والحزن ومشاكل النوم ويعاني البعض من اضطراب ما بعد الصدمة.

كان الأطفال نيامًا فجر الإثنين يسترسلون في أحلامهم البريئة ويستعدون لقضاء يومهم في الحضانة أو المدرسة قبل أن يصدمهم زلزال لا تزال أرقام ضحاياه ترتفع يوميًا. 

ويعاني البالغون في حالات مشابهة من هول الصدمة. أمّا الأطفال فتظهر عليهم عوارض آنية بعد الكوارث الطبيعية تتمثل بالقلق والخوف والحزن والاضطراب في النوم ورؤية أحلام مزعجة وصعوبة في التركيز. وقد تصل لدى بعضهم إلى ما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة

صعوبة التعافي النفسي

ورصد مركز بحثي تابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية عوارض هذه الصدمات بعد انقضاء سنوات على حدوث كوارث طبيعية.

فبعد مرور ثلاث سنوات على التسونامي في إندونيسيا عام 2006 ظل ثلث أطفال المدارس الذين شهدوا هذه الكارثة يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية. وبعد قرابة عامين على إعصار كاترينا في الولايات المتحدة عام 2005، استمر 9% من الأطفال في معاناتهم من اضطرابات نفسية وعاطفية وُصفت بالخطيرة. 

وتدفع هذه الخلاصات بمن يقدم الرعاية للأطفال خصوصًا ذويهم إلى أن يولوا عملية التعافي النفسي أهمية كبيرة. ففي ثوان قد تهتز الأرض، لكن استعادة عافية من هم فوقها، ولا سيما الأطفال منهم، ربما تحتاج إلى سنوات عديدة. 

كيف يتأثر الأطفال بالكوارث؟

ويؤكد الخبير التربوي واستشاري طب الأطفال والمراهقين د. رشاد لاشين أن الأطفال هم أكثر تأثرًا بالأزمات من الكبار، لافتًا إلى أن كل مرحلة عمرية لها تأثر خاص. ويقول: "الطفل قبل سن السنتين لا يدرك التغيرات في العالم من حوله لكنه يُصاب بالقلق والخوف والاضطراب".

ويشرح أن الطفل من سن 3 سنوات إلى ست سنوات يشعر باختلاط الخيال بالحقيقة فيصاب باضطراب شديد.

أما الطفل في سن 7 إلى 12 سنة فيهتم بالأمان والانفصال عن الأسرة ويجمع المعلومات من محيطه وقد يكون كثير منها خاطئًا. وقد يستقبل بعض الأطفال في هذا العمر، الموضوع بخوف وهلع وفزع فيما لا يبالي بها البعض الآخر ولا سيما الأطفال الذين يلعبون ألعابًا إلكترونية تحتوي على الدمار والخراب والقتل، بحسب لاشين. 

ويعتبر الخبير التربوي أن مرحلة ما قبل المدرسة هي الأخطر، وينصح بحماية الطفل من الأخبار في هذه السن.

كما يشير إلى أن الطفل في مرحلة المراهقة يدرك الحقائق ويحتاج للبحث عن أجوبة وتفسير ديني وسياسي لما يحصل ويبحث عن دور له.

ويلفت إلى أن الطفل يتأثر بنمط معالجة الأهل للمشكلات قبل الزلزال، وقد يتأثر بعضهم عبر فقدان السيطرة على التبول أو التبرز. ويؤكد لاشين أنه يجب على الأب والأم أن يكونا قدوة لناحية التعامل مع الأزمات أمام أطفالهما. ويشير إلى ضرورة إشغال الأطفال بمجموعة ألعاب والابتعاد عن الفراغ.

تابع القراءة
المصادر:
العربي