الأحد 15 Sep / September 2024

صدمة بعد مقتل تايري نيكولز.. دعوات جديدة في أميركا لردع عنف الشرطة

صدمة بعد مقتل تايري نيكولز.. دعوات جديدة في أميركا لردع عنف الشرطة

شارك القصة

مشاهد لتعرّض تايري نيكولز للضرب على يد عناصر الشرطة الأميركية (الصورة: غيتي)
تصاعدت الدعوات في أميركا لوقف أعمال عنف الشرطة الأميركية ضد معتقلين، وذلك بعد مقتل الشاب تايري نيكولز على يد عناصر من الشرطة مؤخرًا.

ضجة جديدة حول عنف الشرطة الأميركية أثارتها قضية مقتل الشاب تايري نيكولز البالغ من العمر 29 عامًا قبل عدة أيام، وسط شعور عام بأن التظاهرات الضخمة التي شهدتها البلاد عام 2020 لم تفضِ إلى تسوية لهذه المشكلة.

ونشرت مدينة ممفيس مؤخرًا مقطع فيديو، يظهر خمسة رجال شرطة ينهالون ضربًا على رجل أسود، في واقعة أثارت دعوات إلى الاحتجاج، ومخاوف من حصول اضطرابات.

ويُظهر مقطع فيديو طويل التُقط بكاميرا لمراقبة الشوارع، عناصر الشرطة وهم يعتقلون نيكولز بزعم ارتكابه مخالفة مرورية، ويحاولون تثبيته باستخدام صاعق ثم مطاردته بعد محاولة الفرار منهم.

واتُهم خمسة من عناصر الشرطة في ممفيس وجميعهم من السود، بجريمة قتل من الدرجة الثانية في قضية نيكولز الذي توفي في المستشفى في العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري.

توفي تايري نيكولز في المستشفى متأثرًا بإصاباته (الصور: غيتي)
توفي تايري نيكولز في المستشفى متأثرًا بإصاباته (الصور: غيتي)

من جهتها، صرحت لورا كينغ، ابنة رودني كينغ الذي أثار تعرّضه للضرب العنيف بأيدي شرطيّين عام 1991 موجة اضطرابات في لوس أنجلس، متحدثة لشبكة "سي إن إن": "من المحزن أن الوضع ما زال على حاله في أميركا، لا يسعني أن أصدّق"، مضيفة: "علينا القيام بالمزيد، هذا غير مقبول".

وكان مقتل الشاب الأسود جورج فلويد حين ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه إلى أن اختنق، أثار تعبئة تاريخية في ربيع 2020، وصدرت تحت ضغط الشارع وعود في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإقرار إصلاحات.

"تساهل"

وبعد عامين من ذلك، بلغ عدد الذين قتلوا في احتكاك مع الشرطة مستوى قياسيًا هو الأعلى منذ عشر سنوات وصل إلى 1186 قتيلاً خلال عام 2022، وفق ما أورد موقع "مابينغ بوليس فايلنس" (مسح عنف الشرطة)، وبينهم 26% من السود في حين أنّهم لا يمثّلون سوى 13% من مجموع السكان.

وعلى سبيل المقارنة، يقضي أقل من عشرين شخصًا كل عام في فرنسا خلال تدخل للشرطة، وهو فارق على ارتباط خصوصًا بالكمية الهائلة من الأسلحة النارية المنتشرة في الولايات المتحدة، ما يفاقم مخاوف الشرطيين على سلامتهم ويحضّهم على المبادرة إلى إشهار سلاحهم. وقُتل 66 شرطيًا أثناء أداء خدمتهم العام الماضي، بحسب الصندوق الذي أنشئ تكريمًا لذكراهم.

لكن المحامي بن كرامب، الذي كان يمثل عائلة جورج فلويد ويدعم اليوم عائلة تايري نيكولز شدد على دور "ثقافة منتشرة على صعيد مؤسسة الشرطة تتساهل حيال الإسراف في استخدام القوة، وخصوصًا ضد الأقليّات".

وقال الجمعة خلال مؤتمر صحافي: "يتحتم علينا إجراء هذا النقاش مرارًا وتكرارًا إلى أن يتوقّف ذلك".

ومن بين وعود 2020، إجراء مراجعة للحصانة الواسعة النطاق التي يحظى بها الشرطيون في الولايات المتحدة وإنشاء سجل للشرطيّين الذين يسرفون في استخدام العنف.

غير أن مشروع قانون فدراليًا حظي عند طرحه بتأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فشل في الكونغرس في ظل ارتفاع ملحوظ في جرائم القتل. ومع استحالة تحقيق تقدم على المستوى الفدرالي، تواصل النقاش محليًا خطوة خطوة وسط تباين كبير في المقاربات.

"تصعيد التوتر"

وتضم الولايات المتحدة حوالي 18 ألف كيان وهيئة مستقلة للشرطة، بين أجهزة الشرطة البلدية وأجهزة شرطة المقاطعات ودوريات الولايات وغيرها، ولكل منها قواعدها الخاصة في الانتساب والتدريب والممارسات المسموح بها.

وعمد عدد من هذه الهيئات إلى مراجعة قواعد تدخلها، فحظرت بصورة خاصة تقنيات التثبيت بالخنق وعمّمت استخدام الكاميرات المثبتة وشددت العقوبات بحق العناصر العنيفي السلوك.

وفي هذا السياق، حظرت شرطة ممفيس على عناصرها اقتحام المنازل بدون سابق إنذار، وشددت على "واجب التدخل" حيال زملاء عنيفي السلوك، وراجعت تدريباتها على تقنيات خفض التصعيد.

وبالرغم من ذلك، أقرت قائدة الشرطة المحلية سيريلين ديفيس بأن "الشرطيين عمدوا مباشرة إلى تصعيد التوتر"، حين حاولوا توقيف تايري نيكولز "لمجرد ارتكاب مخالفة لقانون السير".

ويرى الناشطون أن المشكلة تكمن في الصلاحيات الواسعة الممنوحة للشرطة الأميركية لتوقيف أشخاص حتى في قضايا مخالفات صغرى.

ورأت كاثي سينباك، مديرة الفرع المحلي للاتحاد الأميركي للحقوق المدنية أنه "يجب أن نتوقف عن الاعتماد على الشرطة لمعالجة المشكلات المرتبطة بالفقر أو سوء الاستثمار في بعض الأحياء" مضيفة أن "هذا يقود إلى أعمال أكثر تواترًا وغير مفيدة وعدوانية".

وبحسب أرقام منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قتلت الشرطة الأميركية حوالي 600 شخص في عمليات تدقيق مروري منذ عام 2017.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close