السبت 16 نوفمبر / November 2024

ضد إغلاق صالونات التجميل.. تظاهرة نسائية في العاصمة الأفغانية كابل

ضد إغلاق صالونات التجميل.. تظاهرة نسائية في العاصمة الأفغانية كابل

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" من عام 2021 عن صالونات التجميل والمهن النسوية في أفغانستان (الصورة: تويتر)
نادرًا ما تشهد أفغانستان تظاهرات وهي تفرق بالقوة عمومَا، لكن نحو خمسين امرأة شاركن في تظاهرة الأربعاء، الأمر الذي لفت انتباه الأجهزة الأمنية بسرعة.

أطلقت قوات الأمن النار في الهواء واستخدمت خراطيم المياه لتفريق عشرات الأفغانيات المتظاهرات في كابل، اليوم الأربعاء، احتجاجًا على قرار سلطات طالبان إغلاق صالونات التجميل، فيما يشكّل قيدًا إضافيًا على حريّتهن.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو شاركتها المتظاهرات مع الصحافة، سلطات إنفاذ القانون وهي تستخدم خراطيم إطفاء الحرائق لتفريقهن.

مظاهرة "للمناقشة والتفاوُض"

وقالت موظّفة في أحد الصالونات: "لقد نظّمنا هذه التظاهرة اليوم للمناقشة والتفاوُض".

ولكنّها أضافت: "لم يأتِ أحد للتحدّث إلينا والاستماع إلينا". وتابعت: "لم يعيرونا اهتمامًا وبعد لحظات قاموا بتفريقنا عبر إطلاق النار في الهواء واستخدام خراطيم المياه".

ومطلع الشهر الجاري، أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أفغانستان، أن إدارة طالبان أمرت بإغلاق مراكز التجميل بما يشمل صالونات الشعر في البلاد، بغضون شهر.

ونادرًا ما تشهد أفغانستان تظاهرات وهي تفرق بالقوة عمومًا، لكن نحو خمسين امرأة شاركن في تظاهرة الأربعاء، الأمر الذي لفت انتباه الأجهزة الأمنية بسرعة.

منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس/ آب 2021، استبعدت حركة طالبان النساء من معظم المدارس الثانوية والجامعات والإدارات العامّة، ومنعتهن من دخول المتنزّهات والحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامّة.

"لا تأخذوا منّي خبزي ومائي"

ويتوقع أن يؤدي إغلاق صالونات التجميل، الوارد في مرسوم نُشر في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، إلى زوال آلاف المحال التجارية التي تديرها نساء غالبًا ما لا تكون لأُسرهن مصادر دخل أخرى، في وقت تشكّل هذه الصالونات آخر فضاءات الحرية والتواصل الاجتماعي بالنسبة للأفغانيات.

وكُتب على لافتة رفعتها متظاهرات في شارع بوتشر في العاصمة، وحيث الكثير من صالونات التجميل، "لا تأخذوا منّي خبزي ومائي".

وندّدت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (مانوا) بكيفية التعامل مع التظاهرة.

وقالت في تغريدة "المعلومات بشأن القمع الذي مورس ضدّ تظاهرة سلمية للنساء احتجاجًا على حظر صالونات التجميل - فيما يشكّل آخر إنكار لحقوق المرأة في أفغانستان - مقلقة للغاية".

وأضافت: "لدى الأفغانيين الحق في التعبير عن آرائهم من دون أن يواجهوا بالعنف. على سلطات الأمر الواقع احترام هذا الحق".

وكانت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمهلت الصالونات شهرا لإغلاق أبوابها، حتى يكون لديها الوقت الكافي لبيع مخزونها.

وبرّرت الوزارة هذا الإغلاق بالقول إنّ مبالغ باهظة تُنفق في الصالونات من أجل الأعراس، معتبرة أنّ ذلك يشكّل عبئًا ثقيلًا على الأُسر الفقيرة، وأنّ بعض ما يجري تقديمه لا يحترم الشريعة الإسلامية.

وقالت إنّ وضع الكثير من المساحيق على الوجه يمنع المرأة من الوضوء بشكل صحيح قبل الصلاة، مشيرة أيضًا إلى حظر الرموش الاصطناعية والضفائر.

والقرار يستند "إلى تعليمات شفهية من المرشد الأعلى" في أفغانستان هبة الله أخوندزاده

وانتشرت صالونات التجميل في كابل والمدن الأفغانية الكبرى خلال عشرين عامًا من احتلال القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، قبل عودة طالبان إلى السلطة.

وكانت تُعتبر أماكن آمنة للنساء كي يتمكّن من الالتقاء مع بعضهن بعضًا في غياب الرجال، كما أنّها مكّنت الكثير من النساء من ممارسة نشاط تجاري خاص بهن.

يذكر أنه في تقرير أرسله لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الشهر الماضي، شدّد المقرر الأممي الخاص لأفغانستان ريتشارد بينيت على أن وضع النساء والفتيات في أفغانستان "هو من بين الأسوأ في العالم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close