أكد الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو الحمص، أن ظروف الاعتقال التي عاشها وبقية الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي كانت مأساوية.
وروى حمص لـ"العربي" بعد الإفراج عنه أمس ضمن الجولة الرابعة من تبادل الأسرى مساء أمس، أنه وبقية الأسرى تعرضوا للتجويع داخل سجن الاحتلال حيث كانت تقدم لهم وجبتان فقط في اليوم.
وتتواصل الهدنة في قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي بعد الاتفاق مساء أمس، على تمديدها ليومين إضافيين بحسب ما أفادت وزارة الخارجية القطرية.
"نرتجف من البرد"
وكان أبو الحمص قد خرج من سجون الاحتلال يوم أمس ضمن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين ضمت 30 قاصرًا و3 نساء، مقابل إفراج حركة حماس عن 11 من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ومن منزل أسرته في القدس، قال محمد: "قبل إبلاغي بإطلاق سراحي، كنا ورفاقي في السجن، نرتجف من البرد بسبب الأغطية الخفيفة التي تركها لنا الاحتلال، ثم قال لي أحد السجانين، سنقوم بإخراجك، ومنعوني من ارتداء حذائي، وقاموا بتكبيلي، قبل أن ينقلونا إلى ناقلة الأسرى، حيث التقينا عددًا من الأسيرات المحررات، وحاولنا الاطمئنان عليهن".
وأكمل محمد في شهادته: "منعنا الاحتلال من الفرحة، كما حرمنا من زيارات أصدقائنا لنا، وطلبوا مني الحضور لاحقًا، للتوقيع على وثيقة إخلاء، تتضمن تحقيقًا".
ويروي أبو الحمص الذي كان محكومًا لمدة ثلاث سنوات، قضى منها 3 أشهر فقط في السجن، أنه وقبل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان الأسرى مزودين بجهاز راديو، وإبريق كهربائي، كما كان يسمح لهم التنزه لبضع الوقت في ساحة مخصصة لهم".
ضرب وتجويع
وأضاف الأسير الفلسطيني المفرج عنه، أنه مع بداية الحرب على قطاع غزة، "دخل عناصر الاحتلال المكلفين بإدارة السجن، وقاموا بضربنا، وتعمدوا إيقاظنا يوميًا من الساعة الخامسة فجرًا، بالصراخ، وقرع الأبواب، واكتفوا بإعطائنا وعاءين خلال 24 ساعة فيهما بعض البيض والبطاطا، حيث كنا نقوم بتقسيمهما بين 8 سجناء".
ويبلغ محمد من العمر 17 عامًا، وتم القبض عليه قبل الامتحانات التوجيهية، وقال الأسير المحرر: "لا أعلم إن كان بإمكاني العودة إلى الفصل الدراسي الآن".
"لن نفرح"
والد أبو الحمص قال بدوره في مداخلة مع مراسلة "العربي" كريستينا ريناوي: "نحن لسنا فرحين، لأننا بحالة حرب، والحزن يعترينا على قطاع غزة، ونأمل بأن يتم تبييض السجون كلها من الأسرى الفلسطينيين، وبأن يعودوا جميعًا لأهاليهم".
يذكر أن حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على قائمة تشمل 50 أسيرة فلسطينية من المقرر أن يتم إطلاق سراحهنّ خلال عمليات التبادل مع حركة حماس، وذلك بعدما تم تمديد الهدنة ليومين إضافيين.
كما تلقت إسرائيل قائمة بأسماء 10 أسيرات إسرائيليات ستطلق سراحهن حركة "حماس" اليوم الثلاثاء في إطار صفقة التبادل بحسب مراسل "العربي" من القدس عدنان جان.