الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ضوابط لبايدن على الذكاء الاصطناعي.. بماذا تعهد عمالقة التكنولوجيا؟

ضوابط لبايدن على الذكاء الاصطناعي.. بماذا تعهد عمالقة التكنولوجيا؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تحذير مجلس الأمن من مخاطر الذكاء الاصطناعي (الصورة: رويترز)
قطعت كبرى شركات التكنولوجيا في أميركا تعهدات طوعية للبيت الأبيض، بتنفيذ تدابير للإسهام في جعل الذكاء الاصطناعي تقنية أكثر أمانًا.

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، عن رغبته في أن يتم تطوير الذكاء الاصطناعي "بمسؤولية وأمان"، وذلك خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عمالقة التكنولوجيا الذين أكدوا التزامهم بمكافحة الهجمات الإلكترونية والاحتيال.

وضمّ الاجتماع رؤساء شركات "أمازون"، و"أنثروبك"، و"غوغل"، و"إنفكشن"، و"ميتا"، و"مايكروسوفت"، و"أوبن إيه آي".

كما كشفت إدارة بايدن عن أن كبرى شركات الذكاء الاصطناعي قطعت تعهدات طوعية للبيت الأبيض بتنفيذ تدابير للإسهام في جعل هذه التقنية أكثر أمانًا.

البيت الأبيض "يوجّه" الذكاء الاصطناعي

وفي التفاصيل، قال بايدن إنّ "الذكاء الاصطناعي يحمل وعدًا هائلًا بفرص لا تصدق، لكنه يشكل أيضًا مخاطر على مجتمعنا واقتصادنا وأمننا القومي".

وأكد بايدن إلى جانب قادة شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة أن "المجموعة الحاضرة هنا ستكون ضرورية لتوجيه هذا الابتكار بمسؤولية وأمان".

وأضاف الرئيس الديمقراطي: "سنرى المزيد من التغيّرات التكنولوجية في السنوات العشر المقبلة أو حتى في السنوات القليلة المقبلة أكثر مما رأيناه في السنوات الخمسين الماضية. كان هذا كشفا رائعًا بالنسبة لي".

تعهد طوعي لعمالقة التكنولوجيا

بدورها، تعهدت هذه الشركات السبع باحترام "المبادئ الثلاثة التي يجب أن تكون أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي وهي السلامة والأمن والثقة"، فيما رحب بايدن بالتزامها "بدفع الابتكار المسؤول".

وتعهد عمالقة التكنولوجيا الأميركية خصوصًا، باختبار برامج الكمبيوتر الخاصة بها داخليًا وخارجيًا قبل إطلاقها، بالإضافة إلى الاستثمار في الأمن السيبراني وتبادل المعلومات ذات الصلة حول أدواتها مع السلطات والباحثين.

كما وعدت الشركات بوضع علامة مائية على محتواها الذي ينتج باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك للإسهام في جعل هذه التقنية أكثر أمانًا.

كذلك، تعهد عمالقة التكنولوجيا التركيز بحماية خصوصية المستخدمين في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، وضمان أن التقنية خالية من التحيز وأنها لا تُستخدم في التمييز ضد المجموعات الأكثر ضعفًا.

فالمخاوف المرتبطة بهذه التكنولوجيا تتزايد، ومن المخاطر المحتملة لها: تعرض المستهلكين للاحتيال، وانتشار المعلومات المضللة، فضلًا عن مخاطر فقدان آلاف الوظائف.

وتتضمن التعهدات الأخرى تطوير حلول ذكاء اصطناعي للمشكلات العلمية، مثل الأبحاث في مجال الطب، وتخفيف حدة تغير المناخ.

كذلك، شدّد البيت الأبيض على أنه يعمل مع حلفاء في الخارج للبحث في وضع "إطار دولي قوي لتنظيم تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه" في جميع أنحاء العالم.

انتصار لجهود بايدن

ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه انتصار لجهود إدارة بايدن في تنظيم تقنية الذكاء الاصطناعي، التي تشهد انتعاشًا سواء فيما يتعلق بالاستثمار فيها أو زيادة عدد مستخدميها.

فحتى الآن، كانت الشركات الرئيسية المعنية قد أبدت ترددًا إلى حد ما في اتخاذ بعض التدابير، مثل إضافة هذه العلامات إلى المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام برامجها.

في هذا الصدد، صرّح كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس لموقع "أكسيوس" الإخباري: "نحتاج إلى استعمال كل أدوات الحكومة الفدرالية لتنظيم هذا القطاع والعمل مع الكونغرس لسن التشريعات.

وأضاف أنه من الضروري سن قانون حتى تكون للحكومة الفدرالية "السلطة التنظيمية لمحاسبة القطاع الخاص على أفعاله".

"تأخر" الولايات المتحدة

ويأتي تحرك البيت الأبيض، في وقت بدأ مشرعون حول العالم في النظر إلى كيفية تخفيف أخطار التقنية الناشئة على الأمن القومي والاقتصاد، بعدما اكتسب الذكاء الاصطناعي شعبية ساحقة هذا العام نتيجة لقدرته على إنشاء محتوى جديد باستخدام البيانات مثل برنامج "تشات جي بي تي"

لكن الولايات المتحدة متأخرة عن الاتحاد الأوروبي في تناول وضع لوائح تنظيمية للذكاء الاصطناعي. 

ففي يونيو/ حزيران، وافق مشرعو الاتحاد الأوروبي على مسودة مجموعة من القواعد هذا الشهر تلزم مثل هذه الأنظمة بالإفصاح عن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، والمساعدة في التفريق بين الصور الحقيقية وبين ما يُسمى بصور التزييف العميق وضمان وجود تدابير للحماية من المحتوى غير القانوني.

لكن في أميركا، قد تحول التوترات السياسية الحالية في الكونغرس الذي يشغل الجمهوريون غالبية مقاعده، دون إصدار قوانين جديدة للذكاء الاصطناعي، في وقت تسعى الحكومة لإصدار مرسوم بشأن أمن الذكاء الاصطناعي.

في هذا السياق، كان موضوع الذكاء الاصطناعي في صلب قمة مجموعة السبع في اليابان في مايو/ أيار، ومن المقرر أن تستضيف بريطانيا قمة دولية للذكاء الاصطناعي في الخريف المقبل على الأرجح.

حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جدد تحذيره من مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشرية جمعاء داعيًا إلى عمل دولي مشترك لإنشاء هيئة دولية تشرف على تنظيم هذا القطاع.

وجاء ذلك، خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة مخاطر الذكاء الاصطناعي، في اجتماع هو الأول من نوعه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close