الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

طالبان تعمل على إعادة الحياة في كابل.. أيّ "مصير" ينتظر أفغانستان؟

طالبان تعمل على إعادة الحياة في كابل.. أيّ "مصير" ينتظر أفغانستان؟

شارك القصة

تسعى طالبان مع عودتها إلى السلطة إلى إشاعة أجواء من الهدوء والظهور بمظهر معتدل
تسعى حركة طالبان مع عودتها إلى السلطة في أفغانستان إلى إشاعة أجواء من الهدوء والظهور بمظهر معتدل (غيتي)
بحسب مراسل "العربي" في كابل، يتولى عناصر حركة طالبان تأمين المراكز الحكومية الرئيسة والسفارات وغيرها من المقرات الحكومية.

لا يزال دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابل بعد 20 عامًا على خروجها منها بالقوة، محور التفاعلات والمواقف العالمية منذ الأحد.

وقد طرح الحدث علامات استفهام بالجملة عن مصير البلاد تحت حكم حركة طالبان مجددًا، في انتظار "خارطة الطريق" التي وعدت الحركة بإعلانها.

وتسعى طالبان مع عودتها إلى السلطة إلى إشاعة أجواء من الهدوء والظهور بمظهر معتدل عبرت عنه الثلاثاء بإعلان عفو عام عن موظفي الحكومة.

إلا أن الكثير من الأفغان يخشون أن تفرض الحركة حكم الشريعة بشكل صارم كما فعلت عندما حكمت البلاد بين العامين 1996 و2001 مع منع النساء من العمل أو الدراسة خصوصًا.

شرطة المرور تعود إلى الشوارع

في غضون ذلك تعمل حركة طالبان على إعادة تشغيل المرافق والمؤسسات في كابل بعد سيطرتها عليها عبر دعوة الموظفين الحكوميين إلى العودة إلى العمل، على الرغم من حذر السكان وخروج عدد قليل من النساء من منازلهن.

واستؤنفت رحلات الإجلاء من مطار كابل الثلاثاء بعد الفوضى التي شهدها الإثنين مع تدفق أعداد ضخمة احتشدت على مدرج المطار.

كما أعيد فتح بعض المحلات التجارية مع عودة شرطة المرور إلى الشوارع، فيما يستعد مسؤولو طالبان لعقد أول اجتماع دبلوماسي مع السفير الروسي.

لكن المدارس والجامعات ما زالت مغلقة، وخرج عدد قليل من النساء إلى الشوارع فيما خلع الرجال ملابسهم الغربية لارتداء الملابس التقليدية، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

رسائل "طمأنة" من حركة طالبان

وبحسب مراسل "العربي" في كابل صابر أيوب، فإنّ الشوارع باتت مؤمّنة من قبل عناصر حركة طالبان الذين يتولون تأمين المراكز الحكومية الرئيسية والسفارات وغيرها من المقرات الحكومية.

ويشير أيوب إلى أنّ حركة طالبان تطمئن بأنّها لن تتعرض لأي شخص مهما كان عمله في الحكومة والقوات الأمنية وما إلى ذلك من الوظائف التي يظنّ من تركوها أنهم باتوا مهدَّدين.

ويلفت مراسل "العربي" إلى رسالة صوتية وجّهها المولوي محمد يعقوب رئيس اللجنة العسكرية في حركة طالبان أشار فيها إلى أنه أصدر أوامر لمقاتلي الحركة بعدم التعرض للناس وعدم دخول منازلهم وعدم مصادرة سياراتهم.

مشاورات مستمرة حول ماهية الحكومة

ويلفت مراسل "العربي" إلى أنّ الحركة تحاول بشكل أو بآخر تنظيم نفسها وسدّ الفراغ الذي تركه الانسحاب المفاجئ للقوات الأمنية وقوات الجيش من مواقعها في العاصمة الأفغانية وكذلك انسحاب الموظفين الحكوميين الذين هرب كثير منهم إلى الخارج فيما التزم آخرون بيوتهم.

أما على المستوى السياسي فيشير إلى أنّ الحركة تحاول صياغة تصوّر لشكل الحكومة المستقبلية، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر محل مفاوضات سواء داخل الحركة أو خارجها بمشاركة كل من عبد الله عبد الله وحامد كرزاي وقلب الدين حكمتيار.

ويؤكد أنّ ماهية هذه الحكومة لم تتبلور بعد حتى داخل حركة طالبان، حيث يطالب الفريق المتشدد فيها بأن تكون حكرًا على قيادات الحركة بعد "التضحيات" التي قدّمتها على مدى 20 عامًا.

"أكبر نكسة جيوسياسية" للولايات المتحدة

من جهته، يعتبر الأكاديمي والكاتب السياسي خطار أبو دياب أنّ ما حصل في سياق عودة حركة طالبان إلى كابل، شكّل "أكبر نكسة جيوسياسية للولايات المتحدة الأميركية في القرن 21".

ويعرب أبو دياب، في حديث إلى "العربي" من لبنان، عن اعتقاده بأنّ أول ما ستسعى إليه طالبان إزاء هذا التحول، هو محاولة كسب اعتراف دولي واسع بها.

ويرى أنّ التحدي الأكبر سيكون في الداخل أيضًا من أجل أن تتفاهم مع كل المكونات الأفغانية وألا تُقلِق أو تهدد دول الجوار وألا تتحول من جديد إلى "مركز استقطاب للحركات المتطرفة".

ويشدّد أبو دياب على أنّ التاريخ ليس كما يظنّ البعض سيناريوهات مكتوبة، وإنما هو غالبًا ما هو غير متوقع وهذا ما حصل في أفغانستان.

ويوضح أنّ الولايات المتحدة منذ 2011 كانت تخطط للخروج لكنّها لم تكن تعلم كيف تفعل ذلك، مشيرًا إلى أنّه لو بقيت الولايات المتحدة سنة أو أكثر لما كانت النتائج ستتغير.

ويخلص إلى أنّه كان هناك تصور لنوع من الحكم الانتقالي لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، "وها هي طالبان تبسط سيطرتها والوضع في أفغانستان مرجح للعبة إقليمية جديدة معقدة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close