الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

كابُل تحت سيطرة طالبان.. كيف بدت الحياة في اليوم الأول؟

كابُل تحت سيطرة طالبان.. كيف بدت الحياة في اليوم الأول؟

شارك القصة

دعت حركة طالبان إلى معاودة العمل بعد يومين من استيلائها على السلطة في أفغانستان (غيتي)
دعت حركة طالبان إلى معاودة العمل بعد يومين من استيلائها على السلطة في أفغانستان (غيتي)
أعلنت حركة طالبان في بيان الثلاثاء "عفوًا عامًا" عن كل موظفي الدولة، فيما خيّم الخوف والحذر على جميع أنحاء العاصمة الأفغانية.

تفاجأ العالم الأحد الماضي بسيطرة حركة طالبان بطريقة سريعة وسهلة على العاصمة الأفغانية كابل. دخل مقاتلو الحركة العاصمة وسط مخاوف من عودة التضييق على الحريات العامّة، بعد 20 عامًا من أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. فكيف بدت الحياة في كابل بعد سقوطها في أيدي طالبان؟

وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، سيطر مقاتلو طالبان في اليوم الأول من سقوط كابُل، على الشوارع وفتشوا منازل المسؤولين الحكوميين ومكاتبهم ووسائل الإعلام، فيما خيّم الخوف والخطر على جميع أنحاء العاصمة الأفغانية.

نصب مسلّحون نقاط تفتيش في أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة، وفرضوا حظر تجوّل عند الساعة التاسعة مساء، واستولوا على مواقع الجيش والشرطة. وتجوّل المقاتلون في الشوارع بالمركبات العسكرية الأميركية والأفغانية التي استولوا عليها، رافعين علم طالبان الأبيض.

وفقًا للصحيفة، فتش مقاتلو طالبان هواتف المارة. وغطّوا الإعلانات عن فساتين الزفاف التي تظهر فيها النساء بطلاء أبيض. كما أغلقت المتاجر أبوابها في جميع أنحاء المدينة.

وفي مقطع فيديو تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تجوّل مقاتلو طالبان وهم يضحكون حول مبنى البرلمان في ضواحي كابُل.

وكان مراسل "العربي" ذكر في وقت سابق أنّ الشوارع في كابل باتت أقلّ ازدحامًا مع اختفاء نقاط المراقبة العسكريّة والتفتيش الأمني الكثيرة في المدينة، بينما اكتفت طالبان ببعض الحواجز، وبدأت بسحب السلاح من شركات الحراسة الخاصة، مشيرًا إلى أنّها تريد أن يبقى السلاح بيدها فقط.

"عفو عام"

في غضون ذلك، أعلنت حركة طالبان في بيان الثلاثاء "عفوًا عامًا" عن كل موظفي الدولة، داعية إياهم إلى معاودة العمل بعد يومين من استيلائها على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف.

وأوضحت الحركة في بيان "صدر عفو عام عن الجميع (...) لذا يمكنكم معاودة حياتكم الطبيعية بثقة تامة".

وتوجه حركة طالبان رسائل عدة إلى الأسرة الدولية للطمأنة إلى أن الشعب الأفغاني يجب ألا يخشى شيئًا منها.

إلا أن الكثير من الأفغان يخشون أن تفرض الحركة حكم الشريعة بشكل صارم كما فعلت عندما حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001 مع منع النساء من العمل أو الدراسة خصوصًا.

مقاتل من طالبان يفتش حقائب المارة أمام مطار كابُل.
مقاتل من طالبان يفتش حقائب المارة أمام مطار كابُل (غيتي)

سكان خائفون ومتوجّسون

في المقابل، ذكرت "وول ستريت جورنال" أنه على ما يبدو أن طالبان تمتنع عن تنفيذ الاعتقالات الجماعية الفورية أو ارتكاب أعمال عنف في كابُل، لكن ذلك لم يمنع من انتشار مخاوف من احتمال سعيها للانتقام "على الأقل من بعض أولئك الذين عملوا لصالح الحكومة أو الدول الأجنبية".

ونقلت الصحيفة الأميركية عن روزينا، وهي امرأة أفغانية كندية تزور كابُل مع زوجها الأفغاني، قولها: إن مقاتلي طالبان وصلوا إلى الفندق الذي يقيمان فيه صباح الإثنين، بينما كانت هي في الحديقة الخلفية. فركضت خائفة إلى غرفتهما في الطابق العلوي، واختبأت في الحمام. وبعد دقائق، تمكّن مقاتلو طالبان بصحبة مدير الفندق من إقناعها بالخروج.

وقالت: إن ثلاثة مسلحين فتّشوا حقائبهم وأمتعتهم، وفحصوا جواز سفرها وطرحوا أسئلة حول علاقتها بزوجها. وطالبوا برؤية وثيقة الزواج، وعندما اعترض زوجها قائلًا: إن المسلمين المتدينين لا ينتهكون خصوصية زوجته، صفعوه على وجهه وضربوه بأسلحتهم على ظهره، بحسب ما تنقل "وول ستريت جورنال".

بمجرد مغادرة المقاتلين، هربت روزينا وزوجها من الفندق. وقالت: "كنت أخشى أن يأخذوا زوجي أو أن يخطفوني".

استهداف المباني الحكومية

ووفقًا للصحيفة، يبدو أن طالبان تستهدف المباني الحكومية في كابُل، لكنهم أظهروا أيضًا سلطتهم في الأحياء، ووضعوا المقاتلين خارج بوابات المباني السكنية.

ونقلت الصحيفة عن سياسية أفغانية قولها: إن مقاتلي طالبان جاؤوا إلى منزلها يوم الإثنين وانتزعوا السلاح من حراسها، ومنعوها من مغادرة المنزل بعد أن انتشروا أمامه.

من جهتها، شرحت موظفة حكومية في العشرينيات من عمرها أنها أحرقت كل وثيقة تربطها بعملها، في حال داهم مقاتلو طالبان منزلها. وكانت قلقة من أن يتمكّنوا من الوصول إلى البيانات البيومترية التي قدّمتها عندما تم تعيينها، وتعقّبها.

وتسود حالة من الشكّ تجاه المسلّحين والمواطنين الذين يتعاونون معهم في كابُل.

ونقلت الصحيفة عن موظفة حكومية أخرى قولها: "إن جيراننا يساعدون طالبان، ويزوّدونهم بمعلومات حول الأشخاص الذين كان يعملون مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية".

أعمال نهب واقتحام

وأفاد سكان عن حدوث أعمال نهب واقتحام ليلة الأحد خلال تراجع سلطات إنفاذ القانون الحكومية. لكن طالبان نفت علاقتها بمثل هذه الجرائم، بل قالت إنّها دخلت كابُل لمنعها.

كما دخل مسلحون مجمع "طلوع نيوز"، القناة التلفزيونية الخاصّة الأبرز في أفغانستان والتي كانت هدفًا لهجمات مميتة خلال الحرب. ووفقًا لسعد محسني، مدير مجموعة "موبي" (MOBY) المالكة للقناة، صادر المقاتلون الأسلحة التي أمّنتها الحكومة، وقالوا إنهم سيبقون المجمع آمنًا.

ولا تُخطّط الموظفة الحكومية لمغادرة البلاد. وبدلًا من ذلك، قالت إنها كانت تشكل مجموعات من النساء لمناقشة كيفية الصمود والتعبير عن الرأي.

وقالت: "لقد عانينا كثيرًا للوصول إلى ما نحن عليه الآن، ولن ندعهم يحرموننا من ذلك".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وول ستريت جورنال، وكالات
تغطية خاصة
Close