مع سقوط العاصمة الأفغانية كابُل في قبضة مقاتلي حركة طالبان، وحتى قبلها، تمكّن كبار مسؤولي الحكومة الأفغانية والشخصيات الرئيسية من الفرار، لكن المسؤولين الأقل نفوذًا على غرار رئيسة بلدية ميدان شار ظريفة غفاري تُركوا لمواجهة مصيرهم.
قبل ثلاثة أسابيع، كانت غفاري تأمل خلال حديثها لموقع "آي نيوز" البريطاني، في أن يكون لبلدها مستقبل. وقالت: "الشباب يدركون ما يحدث. لديهم وسائل التواصل الاجتماعي. أظنّ أنهم سيواصلون النضال من أجل التقدم وحقوقنا. أظنّ أن هناك مستقبلًا لهذا البلد".
لكن يوم الأحد، كانت ابنة الـ27 عامًا من العمر تنتظر وصول مقاتلي الحركة ليقتلوها، بحسب تعبيرها.
وقالت لـ "آي نيوز": "أنا أجلس هنا بانتظار قدومهم (عناصر طالبان). لا أحد يساعدني أو يساعد عائلتي. سوف يأتون لقتلي. لا أستطيع ترك عائلتي. وعلى أي حال، إلى أين أذهب؟".
عام 2018، لمع اسم غفاري بعد أن أصبحت أصغر وأول امرأة تشغل منصب عمدة في أفغانستان في إقليم ميدان وردك.
ووفقًا للموقع، نجت هذه المرأة "الناقدة اللامعة ذات النفوذ السياسي" من ثلاث محاولات اغتيال، كان آخرها قبل 20 يومًا من مقتل والدها اللواء عبد الواسع غفاري بالرصاص في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
I take your pain for granted and I am ready to stay here until the last moment of my life for the prosperity of this beautiful land. I love this homeland, its peace, its people and even its hardships and pains. No stranger will be able to take this love out of my heart for you 😍
— Zarifa Ghafari (@Zarifa_Ghafari) August 14, 2021
مع سقوط العاصمة، تمكّن كبار أعضاء الحكومة الأفغانية من الفرار. لكن غفاري وأمثالها ليس لديهم مكان للاختباء.
قالت النائبة الأفغانية فرزانا كوتشاي: "كنا نظنّ أن كابل لن تنهار على يد طالبان. فرّ عشرات الآلاف من العائلات إلى كابُل بحثًا عن الأمان، لكنّهم يعيشون الآن في الشوارع والحدائق".
وأضافت أنه إذا استلمت الحركة الحكم، "سيتعيّن على تلك العائلات العودة إلى ديارها والعيش تحت حكم طالبان".
ووعد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بحماية أرواح النساء والمعارضين. وأعلنت الحركة في بيان اليوم الثلاثاء "عفوًا عامًا" عن كل موظفي الدولة، داعية إياهم إلى معاودة العمل.
وقالت الحركة: "صدر عفو عام عن الجميع (...) لذا يمكنكم معاودة حياتكم الطبيعية بثقة تامة".
وتوجه حركة طالبان رسائل عدة إلى الاسرة الدولية للطمأنة إلى أن الشعب الأفغاني يجب ألا يخشى شيئًا منها.
ومع ذلك، تتحدّث بعض التقارير عن عمليات انتقامية في مناطق من البلاد استولت عليها الجماعة، والتي تتطلع الآن لتأكيد سيطرتها على كابُل.
ومن المتوقع أن تتولّى حكومة أفغانية جديدة بقيادة طالبان السلطة في غضون أيام أو حتى ساعات. وأصرّت حركة طالبان على أنها تسعى إلى انتقال سلمي للسلطة.
وكان المتحدث باسم طالبان محمد نعيم قد أكد في حديث إلى "العربي" أنّ الحركة ستعلن "خارطة طريق"، مشدّدًا على أنّها "ستلتزم بحقوق الإنسان" في البلاد، مع مراعاة الشريعة الإسلامية.