شهدت خشبة مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة عرضَين مسرحيين بعنوان "طرف" و"سليم السليم"، شارك في إنتاجهما 18 شابًا وفتاة من ذوي الأطراف المبتورة.
وشملت هذه المشاركة أيضًا المساهمة في كتابة نصوص المسرحية، التي تُعد ذات مضمون متعلق بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.
"طرف" و"سليم السليم"
محمد السلك الذي كان قد فقد ثلاثة من أبنائه من جرّاء قصف إسرائيلي على حي سكني عام 2014، إلى جانب بتر في ساقه، حضر اليوم إلى مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني ليس لمراجعة طبيب أو للحصول على علاج، بل للمشاركة في عمل مسرحي بعنوان "سليم السليم".
عن التجربة، يقول إن البداية كانت صعبة جدًا، ولا سيما مع واقع مواجهة الجمهور للمرة الأولى، متحدثًا في المقابل عن التزامه بالاستعداد للمسرحية من حيث الوقت والعطاء، وعن حبه لدوره في هذا العمل.
بدورها زوجته خلود، تفاعلت مع العرض المسرحي الذي جذب عشرات الحاضرين من عائلات 18 مصابًا ممن بُترت أطرافهم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع.
فتلفت إلى أن زوجها الذي كان يأثر البقاء في المنزل غيّر العمل حياته، فبات يستيقظ في الصباح الباكر ليتوجه إلى المسرح ويعود بعد الظهر، مشيرة إلى فرحه بأنه سيصبح مشهورًا.
"علاج الضحايا بالفن"
ناقش العرضان، "الطرف" و"سليم السليم"، قضايا تخص هذه الفئة من المجتمع، ليبرز علاج ضحايا الحرب بالفن عبر المسرح لأول مرة في القطاع. وقد أشرفت على هذه المهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة مؤسسة محلية فلسطينية.
في هذا الصدد، تقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت: "تعاونا في هذا المشروع مع مركز الأطراف الصناعية وجمعية البذور الفلسطينية المحلية للمسرح لتقديم هذه الخدمة".
خلفت الحروب على قطاع غزة ما لا يقل عن 400 مصاب بُترت أطرافهم خلال السنوات العشر الماضية.
هؤلاء لا تقل حاجتهم إلى الدعم النفسي عن حاجتهم المستمرة إلى العلاج، وهم يرون أن مشاركتهم في المسرح أمام الجمهور تُعد نافذة لهم على العالم.
بموازاة ذلك، تتواصل اعتداءات الاحتلال متعدّدة الأوجه، ما يزيد من أعداد الملتحقين بقافلة المتضررين.