صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الإثنين، بأن على الولايات المتحدة الكف عن إلقاء المسؤولية على طهران فيما يتعلق بإطلاق حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
جاء ذلك في معرض رده على سؤال صحفي حول تصريحات مسؤولين أميركيين من بينهم الرئيس جو بايدن تتهم إيران بأن لها صلة بالعملية، فقال: "توقفوا عن ذلك".
"فشل سياسة واشنطن"
كما تطرق كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إلى أنّ سياسة واشنطن بدعم إسرائيل بهذا الشكل أثبتت فشلها، وذلك لمساهمتها في زيادة التوتر في المنطقة لسنوات، على حد تعبيره.
بدوره، كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد حذّر الولايات المتحدة الأسبوع الفائت، من أنها "لن تسلم من هذه النار" إن لم يتوقف عدوان إسرائيل على غزة.
وجدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين التأكيد على دور إيران في التواصل دوليًا لتحقيق التهدئة وإدخال المساعدات إلى غزة في أسرع وقت ومنع انتشار الحرب، مشددًا على أنّ وقف العدوان بات مطلبًا عالميًا.
استهداف القوات الأميركية
من جهة ثانية، اعتبر كنعاني أنّ أيّ دعم للاحتلال ينتج عنه رد فعل شعبي كما يحصل في غزة والعالم، وذلك تعليقًا على موقف إيران من استهداف فصائل عراقية لمواقع أميركية منذ بدء عملية "طوفان الأقصى".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد حملت إيران مسؤولية الضربات التي "ينفذها وكلاؤها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا"، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هذه "هجمات وكلاء إيران".
الخشية من توسع الحرب
وتأتي هذه التصريحات في وقت يخشى فيه المجتمع الدولي من اتساع نطاق رقعة الحرب إلى خارج غزة وتحولها إلى نزاع إقليمي في المنطقة، وانخراط أطراف حليفة لـ"حماس" مثل إيران وحزب الله اللبناني فيه.
فتتبادل واشنطن وطهران التحذيرات بهذا الشأن، وكان أحدثها على لسان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس الأحد الذي نبّه من أن إسرائيل تجاوزت "الخطوط الحمر" بتكثيف هجومها في غزة، ما "قد" يدفع أطرافاً آخرى إلى "التحرك".
توازيًا، تشهد الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان عمليات قصف متصاعدة وإطلاق نار يومي بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.
وأمس الأحد، نفّذ حزب الله أقوى هجوم ضد أهداف إسرائيلية من بينها استهداف قوى مشاة وتدمير عدد من العربات والمدرعات بالصواريخ التي انطلقت من لبنان، ليردّ الاحتلال بقصف عبر طائرات "إف- 16".
إيران وملف الأسرى
وبشأن ملف تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، نقل مراسل "العربي" عن كنعاني تأكيده على أنّ بلاده قامت بنقل طلبات من أطراف عدة إلى المقاومة الفلسطينية بشأن إيجاد حل للأسرى المدنيين من جنسيات عدة، مضيفًا أنّ طهران تلقت ردودًا إيجابية من "حماس" بشأن الملف.
ورأى كنعاني أنّ أيّ خطوة إيجابية بشأن الأسرى هي مسألة خاصة بـ"حماس" نفسها، لكن استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة لا يعطي الوقت الكافي للمقاومة للتفرغ لهذا الملف، على حد تعبيره.