في إطار العقوبات المفروضة على روسيا ردًا على هجومها على أوكرانيا، يحقّق مكتب الاستخبارات الأميركية في وزارة الخزانة، ومكتب الاستخبارات في البحرية الأميركية في ملكية اليخوت الفاخرة المرتبطة بالأوليغارشية الروسية. كما شكّلت وزارة العدل الأميركية فريقًا متخصصًا لملاحقة أصول الأوليغارشية الروسية الخاضعة للعقوبات.
وأوضح مسؤول بوزارة العدل الأميركية أن الفريق سيحقق مع الأفراد الذين يساعدون المسؤولين الروس أو الأوليغارشيين المعاقبين في إخفاء أصولهم، وقد يواجه هؤلاء الأفراد اتهامات تتعلق بانتهاكات العقوبات أو اتهامات دولية بتبييض الأموال.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن وكالة الاستخبارات الأميركية تحقّق في ملكية يخت فاخر موجود حاليًا في أحد موانى ايطاليا، إذ يعتقدون أنه مملوك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأحداث، قولهم إن وكالات الاستخبارات الأميركية لم تتوصّل بعد إلى استنتاجات نهائية حول ملكية اليخت العملاق "شهرزاد"، لكنهم وجدوا مؤشرات أولية إلى ارتباطه ببوتين.
وأشارت المصادر إلى أن اليخت بطول 459 قدمًا، وتبلغ قيمته حوالي 700 مليون دولار، وكان يخضع لإصلاحات في ميناء مارينا دي كارارا، بتوسكانا الايطالية. ويحتوي على صالة ألعاب رياضية كاملة، ومهبطين لطائرات الهليكوبتر وتركيبات مطلية بالذهب في الحمامات.
تحقيق إيطالي في الملكية
وتحقّق السلطات الإيطالية في ملكية اليخت العملاق "شهرزاد" بعد أن قال أحد أفراد الطاقم السابقين إن بوتين كان يستخدمه.
لكن جاي بينيت بيرس، قبطان "شهرزاد"، أكد أن بوتين لا يملك اليخت الفاخر، وأنه لم يستخدمه قط، رافضًا الإفصاح عن اسم المالك. واكتفى بالإشارة إلى أنه لا يخضع للعقوبات.
بدورها، أكدت المجموعة الإيطالية المالكة لحوض بناء السفن حيث كان يرسو "شهرزاد" أنه بناءً على الوثائق التي تمتلكها و"عمليات التحقّق التي أجرتها السلطات المختصة"، فإن شهرزاد "ليس من ممتلكات بوتين".
وتجهد الاستخبارات الغربية لسنوات لمعرفة قيمة الثروة الحقيقية لبوتين، لكن دون جدوى، إذ إن التحليلات تشير إلى أن بوتين احتفط بالقليل من ثروته باسمه، وأن الباقي هو أصول سرية مملوكة من قبل دائرة من المقربين الذين يُطلق عليهم اسم "الأوليغارشية" الروسية وعائلاتهم وأقاربهم.
هل استخدم بوتين اليخت؟
وقال مسؤولون أميركيون إن بوتين يستخدم عادة منازل وقوارب مملوكة من المقربين منه، وبالتالي يُمكن أن يكون يخت "شهرزاد" تحت سيطرة بوتين المباشرة من خلال شركات وهمية.
وأوضح المسؤولون أن بوتين قضى وقتًا طويلًا خلال جائحة كوفيد في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، حيث أجرى يخت "شهرزاد" عدة رحلات إلى سوتشي في صيف عامي 2020 و2021.
لكنّ المصادر لم تكشف ما إذا كان بوتين يستخدم اليخت فعلًا أو كم مرة استخدمه.
ووفقًا للصحيفة، تحتاج الولايات المتحدة إلى التنسيق مع الحكومة الإيطالية لمنع "شهرزاد" من التوجّه إلى المياه الروسية.
وذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن لـ"شهرزاد" يخت شقيق باسم "الهلال"، بنتهما الشركة الألمانية المصنّعة ذاتها، ودخل الخدمة عام 2018.
وعلى غرار "شهرزاد"، لا توجد معلومات عامّة تحدّد اسم مالك السفينة، باستثناء شركة وهمية خارجية. وآخر مرة، رُصد يخت "الهلال" في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بالقرب من برشلونة.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية أنه اعتبارًا من 4 مارس/ آذار، كان يرسو في ميناء يقدّم خدمات اليخوت الفاخرة بالقرب من هناك. وتمّ تسجيل كلا اليختين في جزر كايمان وكلاهما يشتركان في المصمم نفسه.
