الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الأوليغارشية في مرمى العقوبات.. ألمانيا تصادر يختًا لملياردير روسي

الأوليغارشية في مرمى العقوبات.. ألمانيا تصادر يختًا لملياردير روسي

شارك القصة

فقرة تناقش تداعيات العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي (الصورة: غيتي)
أصبحت الرفاهية التي يتمتع بها الأوليغارشية الروسية هدفًا رئيسيًا للسلطات الغربية في سعيها إلى إلحاق ضرر مالي بروسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.

صادرت السلطات الألمانية يختًا ضخمًا يملكه الملياردير أليشر عثمانوف في حوض بناء السفن في المجر. وجاءت الخطوة ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لقمع شركاء فلاديمير بوتين وسط الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا.

تبلغ قيمة اليخت، البالغ طوله 512 قدمًا والمسمى "ديبلار"، 600 مليون دولار، وفقًا لمجلة فوربس، التي كشفت عن المصادرة.

ويتميز اليخت، وهو أحد أكبر اليخوت التي تم بناؤها على الإطلاق، بحوض سباحة بطول 25 مترًا ومهبطين للطائرات العمودية وحديقة على متن السفينة، ويتطلب طاقمًا من 80 شخصًا لمواصلة تشغيله.

أرسل الملياردير ذات مرة مقطع فيديو، إلى أليكسي نافالني الروسي المسجون لمكافحة الفساد، والذي تم تسجيله على ما يبدو من على متن الطائرة. وقال الملياردير في المقطع: "أنا أعيش في سعادة".

تجميد أصول عثمانوف

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيجمد أصول عثمانوف، واصفًا إياه بـ "الأوليغارشية الموالية للكرملين والتي لها علاقات وثيقة بشكل خاص مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، ويعتبر أحد رجال الأعمال والمسؤولين الروس، الذين أنيطت بهم خدمة التدفقات المالية، لكن مواقفهم تعتمد على إرادة الرئيس". 

كما أسقط فريق إيفرتون في الدوري الإنكليزي الممتاز صفقات رعاية مع الأوليغارشية، الذي كان يمتلك في السابق جزءًا من نادي "أرسنال". 

وقامت الشركات التابعة لليشر أوسامانوف، الشريك المقرب لمالك إيفرتون فرهاد موشيري، برعاية ملعب إيفرتون للتدريب ومجموعات متنوعة لفرق الرجال والسيدات. كما احتفظوا بحقوق التسمية البالغة 30 مليون جنيه إسترليني لملعب إيفرتون الجديد المقترح.

وشجب عثمانوف العقوبات المالية المفروضة عليه. وقال في وقت سابق من هذا الأسبوع في بيان: "أعتقد أن مثل هذا القرار غير عادل والأسباب المستخدمة لتبرير العقوبات هي مجموعة من المزاعم الكاذبة والتشهير التي تضر بشرفي وكرامتي وسمعتي التجارية". وأضاف: "سأستخدم جميع الوسائل القانونية لحماية شرفي وسمعتي". 

وعثمانوف، المعروف بلقب "رجل روسيا القوي"، هو واحد من أغنى الرجال في روسيا والعالم ، وتقدر قيمة ثروته بنحو 14.2 مليار دولار.

وحقق ثروته الأولى من بيع الأكياس البلاستيكية، وهي سلعة مرغوبة بشدة في نهاية الاتحاد السوفييتي، ومنذ ذلك الحين استحوذ على حصة كبيرة في مجموعة "ميتالوإنفيست" للمعادن، بالإضافة إلى استثمارات في "فيسبوك" وشركة الإلكترونيات الاستهلاكية "شاومي" و "في كاي"، إحدى شبكات التواصل الاجتماعي الروسية.

استهداف الأوليغارشية الروسية

وأصبحت الرفاهية التي يتمتع بها الأوليغارشية الروسية هدفًا رئيسيًا للسلطات الغربية في سعيها إلى إلحاق ضرر مالي بروسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.

وخلال خطابه عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس يوم الثلاثاء بواشنطن، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنه سيطارد اليخوت والممتلكات الفاخرة لرجال الأعمال المرتبطين بالكرملين.

ومع تزايد الضغوط حول معاقبة رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش في بريطانيا، باعتباره واحدًا من الأثرياء الروس المقربين من دائرة الرئيس فلاديمير بوتين. قرر أبراموفيتش بيع نادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم بعد 19 عامًا من شراء النادي اللندني، متعهدًا بالتبرع بأموال من عملية البيع لمساعدة ضحايا الحرب في أوكرانيا

معارضة العملية العسكرية ضد أوكرانيا

لكن قلة من الذين جمعوا ثرواتهم وهم محافظين على ولائهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدؤوا التحدث علنًا عن معارضتهم العملية العسكرية ضد أوكرانيا. ومنهم أوليغ تينكوف، الملياردير الروسي مؤسس أكبر بنوك البلاد "تينكوف"، معتبرًا أن التدخل العسكري لبلاده في أوكرانيا "لا يمكن قبوله"، ومؤكدًا معارضته للحرب.

وأتى موقف "تينكوف" عقب مواقف مشابهة أعلن عنها الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان ومواطنه أوليغ دريباسكا.

وفريدمان الأوكراني الأصل، كان أول الأثرياء الكبار الذين جاهروا بمعارضتهم الهجوم الروسي على الجارة، ونقلت "فاينانشال تايمز" عن مؤسس بنك ألفا، أكبر بنك خاص في روسيا، قوله: "أنا لا أدلي بتصريحات سياسية، فأنا رجل أعمال مسؤول عن عدة آلاف من الموظفين في روسيا وأوكرانيا. وأنا مقتنع أن الحرب لا يمكن أن تكون الحل أبدًا. بل ستكلف هذه الأزمة أرواحًا وستدمر دولتين كانتا شقيقتين منذ مئات السنين".

وكان ديريباسكا قد دعا في منشور له على تطبيق "تليغرام" إلى بدء محادثات السلام بين البلدين "بأسرع ما يمكن". وديريباسكا مدرج في قائمة العقوبات الأميركية على روسيا منذ عام 2018 بسبب صلاته المزعومة بالحكومة الروسية.

وكتب ديريباسكا، الذي أسس شركة الألمنيوم الروسية العملاقة "روسال"، ولا يزال يملك فيها حصة من خلال أسهم في شركتها الأم المدرجة في بورصة لندن: "السلام مهم جدًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close