تجمع في العاصمة طهران، اليوم السبت، عشرات من أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية الـ176، التي أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية من طريق "الخطأ"، إحياء للذكرى السنوية الثانية للحادث، مطالبين بإحقاق العدالة لهؤلاء الضحايا.
في الذكرى الثانية للكارثة، وضعت عائلات الضحايا أكاليل من الزهر، رافعين صورًا لأقاربهم الذين قضوا في الحادث، وحاملين شموعًا، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وتحطمت طائرة "بوينغ 737" تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، كانت متجهة إلى كييف في الثامن من يناير/ كانون الثاني 2020، ما أدى الى مقتل جميع من كانوا فيها، غالبيتهم من الإيرانيين والكنديين، والعديد منهم يحملون الجنسيتين.
وأقرت القوات المسلحة الإيرانية بعد ثلاثة أيام، بأن الطائرة أسقطت من طريق "الخطأ"، وذلك في ظل توتر متصاعد بين طهران وواشنطن.
وأظهرت أشرطة مصوّرة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المشاركين في التجمع وهم يرددون شعارات "الحقيقة" و"العدالة".
من جهته، بث التلفزيون الرسمي لقطات مقتضبة أظهرت مروحية يتم منها إلقاء باقات ورد على المشاركين في التجمع.
خطوة نادرة
وفي خطوة نادرة، عرض التلفزيون لقاء طويلًا مع والدة زهراء حسني سعدي التي قضت في الحادث، طرحت خلاله أسئلة عن كيفية إدارة السلطات للقضية.
وقالت السيدة: "لدينا أسئلة كثيرة، من سيجيب عليها؟ لماذا لم يجر إلغاء الرحلة؟ لماذا جرى إطلاق الصاروخ؟ نحن لا نعرف (السبب) ولم يشرح لنا أحد".
كذلك، أقيم تجمع آخر داخل حرم المطار، في وقت مبكر السبت، طالب المشاركون فيه بـ"فتح تحقيق عادل في القضية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية "إيلنا".
وكانت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أفادت، أمس الجمعة، بأن نائب رئيس الجمهورية أمير حسين قاضي زاده زار أضرحة خمسة من ضحايا الطائرة في مقبرة العاصمة إحياء لذكراهم.
وأكدت إيران أمس الجمعة، أنها بدأت بدفع تعويضات لبعض عائلات ضحايا الطائرة، تبلغ قيمتها 150 ألف دولار، على أن تستكمل ذلك مع عائلات أخرى.
وكانت السلطة القضائية الإيرانية أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بدء محاكمة عشرة عسكريين "من رتب مختلفة" في قضية إسقاط الطائرة.
وليلة وقوع الحادث، كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية رد من واشنطن، بعد قصف صاروخي إيراني استهدف قاعدتين في العراق يوجد فيهما جنود أميركيون، ردًا على اغتيال واشنطن قبلها بأيام اللواء الإيراني قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة جوية في بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
ويوم أمس الجمعة، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ إيران دفعت تعويضات لبعض عائلات ضحايا، وذلك بالتزامن مع مرور عامين على الحادثة التي راح ضحيتها 176 شخصًا، غالبيتهم إيرانيون والبقية رعايا من كندا وأفغانستان والسويد وبريطانيا، بينهم أفراد الطاقم البالغ عددهم 9 وجميعهم أوكرانيون.
وكانت إيران نشرت في مارس/ آذار 2021 تقريرًا نهائيًا بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل دفاعاتها الجوية، يرفع المسؤولية عن التسلسل القيادي في القوات المسلحة، ما لقي انتقادات من أوكرانيا وكندا اللتين خسرتا العديد من مواطنيهما في الحادث.