مر عام على فاجعة زلزال المغرب ولم يندمل الجرح بعد بشكل كامل، فالمأساة كانت أكبر من قدرة الناس على الاستيعاب.
المواطنة رقية كان فقدها موجعًا، حيث قضى ثلاثة من أولادها في ذلك الزلزال.
وبعدد سكان قرية أسني بإقليم الحوز تتعدد قصص الفقد الموجعة. وفيما قد يكون محمد أفضل حالًا إذ لم يكن في البيت وقت وقوع الزلزال، إلا أنه عندما عاد لم يجد لا البيت ولا 25 من جيرانه، فكلهم قضوا تحت الأنقاض.
وهكذا ما عادت القرية كما كانت أبدًا، ولن تعود حتى لو تم إعادة تعميرها.
ويتحدث أحد المتضررين من الزلزال بحزن، ويشير إلى أنه كان من الناس الذين ساعدوا في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
انتظار إعادة الإعمار
وبين فاقد ومفقود، يواصل الناس تجرّع آثار وتداعيات الزلزال. ورغم كل شيء يسعون إلى مواصلة الحياة بما أمكنهم من وسائل، ونسيان ليلة قاسية ستخلّدها ذاكرتهم ويسقيها الوجع والحنين.
لكن ما زال الكثير منهم يقيمون في الخيام، على أمل أن تدور عجلة إعمار ما تهدم من بيوتهم.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات في الثامن من شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وأدى إلى مقتل أكثر من 2900 شخص بحسب حصيلة رسمية، معظمهم في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الجبلية وطرقها الوعرة.
ودمّر الزلزال، وهو الأكثر إزهاقًا للأرواح في المغرب منذ عام 1960، عددًا من التجمعات السكنية الصغيرة المبنية من الطوب الطيني التقليدي والحجارة والخشب، وهي إحدى السمات المميزة لجبال الأطلس التي ينطق قاطنوها في غالبيتهم اللغة الأمازيغية.
وضرب الزلزال بعضًا من أفقر المناطق في المغرب، منها قرى نائية عديدة تفتقر إلى الطرق الملائمة والخدمات.