خلّفت الحروب والكوارث في أفغانستان أكثر من مليونين من ذوي الإعاقة، تسجل الحكومة فقط بضع ألاف منهم.
وبينما تقول الحكومة إنها مع تعزيز حقوق ذوي الإعاقة وتؤكّد أنّها تبذل جهدًا كبيرًا لاحتواء أزمة هذه الفئة، يشتكي البعض من تأخر صرف حقوقهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد والتي لا تكفي حتى لضروريّاتهم اليومية.
تقديمات حكومية غير كافية
ويقضي عبد المنير جوزجاني، وهو من ذوي الإعاقة الأفغان، جلّ أوقاته متجوّلًا في شوارع كابل، بحثًا عن لقمة عيش في رحلة ألم طويلة.
ويكثر أمثاله من حوله وفي أنحاء البلاد كلها. وتزيد أعدادهم حسب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن مليونين و400 ألف، قلَّة منهم مسجلون لدى الحكومة الأفغانية.
#أفغانستان.. الحروب تخلف أكثر من 2 مليون من ذوي الإعاقة، 200 ألف منهم فقط مسجل لدى الحكومة في ظل شح المساعدات الدولية الموجهة لهم تقرير: محمد قاسم pic.twitter.com/mzvR7UpKON
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2024
ويروي جوزجاني أنه يسكن في بيت مؤجر، وتدفع له الحكومة منحة مالية قدرها 40 دولارًا شهريًا، لكن السداد يكون كل ستة أشهر.
ويقول: "أنا أعيش مع سبعة من أعضاء عائلتي، ما نحصل عليه من مال، لا ندري ماذا نفعل به، إن دفعنا أجرة البيت يبقى غيرها من المصارف وإن اشترينا المأكولات تبقى أجرة المكان".
الحكومة الأفغانية تدعم نحو 200 ألف من ذوي الإعاقة
وفي تباين صارخٍ مع أرقام الأمم المتحدة، تقول الحكومة الأفغانية إنّها سجّلت إلى الآن حوالي 700 ألف من ذوي الإعاقة والأرامل والأيتام، منهم 200 ألف ذوو إعاقة. ويحصل الجميع على حقوق مقرّرة.
ومن جهته، يقول المفتي فيصل خاموش المتحدث باسم وزارة الشهداء وذوي الإعاقة: "إلى الآن سجلنا في كل البلاد 180 ألفًا و449 من ذوي الإعاقة، نحن مستمرون في صرف حقوقهم لستة شهور الأولى من السنة".
ويضيف: "لقد تم صرف حقوق 100 ألف من ذوي الإعاقة والدفع مستمر، لكن بآلية خاصة لنا وبالتناوب، وسيحصل الباقون على حقوقهم".
ويؤكد: "نحن نسهل طرق تسجيل وتوفير المساعدات لذوي الإعاقة بشتى الطرق الممكنة".
وفيما تحذر الأمم المتحدة من شحِّ المساعدات الدولية لأكثر من مليونين من ذوي الإعاقة، تقول السلطات المعنية الأفغانية إنَّها صرفت ما يعادل 170 مليون دولار على أكثر من 638 ألفًا من ذوي الإعاقة والأرامل والأيتام.
وتتحدّث الحكومة عن رفع ميزانية وزارتهم إلى ما يعادل 155 مليون دولار.