عُزل سكان قطاع غزة ليومين عن العالم الخارجي، وعن بعضهم البعض، وعاش هؤلاء ليلة هي الأصعب عليهم من دون كهرباء أو اتصالات أو إنترنت، بعد انقطاع خدمات الهاتف المحمول.
وقد بدأت اليوم خدمات الاتصالات للعودة تدريجيًا إلى القطاع، لتكشف تفاصيل ما حدث خلال اليومين الماضيين اللذين تعرضت فيهما غزة لقصف كثيف، هو الأعنف حتى الآن.
مشاهد الدمار في غزة
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "جوال" عودة خدمات الاتصال والإنترنت للعمل تدريجيًا في غزة، بعد قطعها يوم الجمعة، نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكدت الشركة سعي طواقمها رغم الوضع الميداني الصعب لإصلاح ما يمكن إصلاحه من الأضرار التي حلت بالشبكة، وضمن ما هو متوفر من إمكانيات.
ومع عودة الاتصال، بدأت مشاهد المجازر الإسرائيلية في غزة تتوالى، فتناقلت المنصات الرقمية مشاهد وثقت حجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على القطاع.
ومن مخيم الشاطئ، نشر المصور الفلسطيني بلال خالد مقطعًا وثق فيه لحظات وصوله إلى موقع منزل استهدفته قوات الاحتلال يوم الجمعة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 40 شهيدًا.
توثيق بالهواتف النقالة
وفي ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت، لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والشهداء، إضافة إلى عدم وجود إشارات لتلقي طلبات الإغاثة، فصار المواطنون يحملون الجرحى على أكتافهم للوصول إلى المستشفيات، تحت قصف كان الأعنف منذ سنوات على القطاع المحاصر. أما من نجا بأعجوبة من القصف، فبدأ بالبحث عن عائلته وناسه في كل مكان، وهنا كانت الكاميرات وشاشات الهواتف أداة فعالة في مساعدة الناس للتعرف على أماكن وجود من يهمهم أمرهم.
وسيطرت عودة شبكة الاتصال والإنترنت جزئيًا في غزة على حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين فرح بعودة الاتصال مع الأهل والمعارف، ومشاهد حزينة خرجت للنور تفطر القلوب.
وعبّر المدون مرعي بشير عن فرحه بالعودة الجزئية للاتصالات إلى القطاع، وقال: واحد من أهم الانتصارات أن تسمع صوت أمك لتعود إلى الحياة.
ووصف محمد عودة الإنترنت وشبكات الاتصال تدريجيًا إلى بعض مناطق قطاع غزه، بالأمر المطمئن، وقال: "فكرة أن يكون الشخص معزولًا عن العالم أمر صعب جدًا، فضلًا عن قطع المياه والكهرباء واستمرار القصف".