ارتفع عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 23 على التوالي غاراتها العنيفة على القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
وأفاد مراسل "العربي" من غزة باسل خلف اليوم الأحد، بارتفاع عدد الشهداء في القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 8000 شهيد، بالإضافة إلى 19000 إصابة، وأكثر من 1900 مفقود تحت الأنقاض معظمهم من الأطفال.
وأشار إلى وقوع غارات في منطقة شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الشهادات تفيد بأنها استهدفت محيط مستشفى الإندونيسي والمنطقة الشرقية من ذلك المكان.
الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة
وحسب ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" فقد استشهد فجر اليوم الأحد، عشرات المواطنين وأصيب آخرون في مخيم الشاطئ غرب غزة، وتم انتشال عدد منهم ولا زال آخرون تحت الأنقاض.
كما قصفت طائرات حربية منزلًا مأهولًا في حي تل الهوا غرب مدينة غزة مكون من 6 طوابق ما أوقع شهداء وجرحى.
وفي حي الزيتون جنوب شرق المدينة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة منازل ما أدى لاستشهاد 30 مواطنًا على الأقل وإصابة آخرين، وفي حي التفاح شرق المدينة قصفت الطائرات نحو 5 منازل وأوقعت شهداء وجرحى، حسب "وفا".
كما قصفت الطائرات الحربية منزلين في حي الشجاعية شرق المدينة ما أدى لوقوع شهداء وجرحى ما زال بعضهم تحت الأنقاض.
وفي مخيم جباليا "قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، 110 منازل ما أدى لسقوط 45 شهيدًا على الأقل وإصابة آخرين"، وفق "وفا".
كما دمرت الطائرات الحربية مربعًا سكنيًا في بئر النعجة وأوقعت عشرات الشهداء والجرحى، وفي وسط القطاع قصفت الطائرات منازل في مخيمي البريج والنصيرات ومدينة دير البلح ما لسقوط شهداء وجرحى لا زال عدد منهم تحت الأنقاض.
وفي خانيونس ورفح، "استشهد نحو 57 مواطنًا غالبيتهم من النازحين عقب تدمير الطائرات الحربية منازل على رؤوس ساكنيها وتم نقلهم لمستشفيي أبو يوسف النجار وناصر جنوب القطاع"، حسب "وفا".
عودة الاتصالات والإنترنت تدريجيًا في غزة
أعلنت شركة "الاتصالات الفلسطينية- جوال" اليوم الأحد، عودة خدمات الاتصال والإنترنت للعمل بشكل تدريجي في قطاع غزة.
وقالت الشركة في منشور على منصة "إكس": تعلن عن عودة خدمات الاتصال "الثابت والخلوي والإنترنت" للعمل بشكل تدريجي، والتي تم فصلها عن قطاع غزة نتيجة للعدوان يوم الجمعة 27/10/2023".
وأضافت: "أما بخصوص الشبكة الداخلية في القطاع، وبالرغم من خطورة الوضع الميداني فإن طواقمها الفنية كانت ولا زالت تعمل كل ما بوسعها لإصلاح ما أمكن من الأضرار التي حلت بالشبكة، قدر المستطاع وضمن ما هو متوفر من إمكانيات".
وشهدت غزة ليلة الجمعة/ السبت، قصفًا من عدة محاور هو الأعنف منذ 7 أكتوبر الجاري، تسبب في تدمير مئات المباني كليًا، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع عزله عن العالم الخارجي.
والجمعة، قالت "جوال" في منشور على منصة "إكس": أهلنا الكرام في الوطن الحبيب نأسف للإعلان عن انقطاع كامل وكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل. فقد تسبب القصف الشديد في الساعة الأخيرة بتدمير جميع المسارات الدولية المتبقية التي تصل غزة بالعالم الخارجي بالإضافة للمسارات المدمرة سابقًا خلال العدوان، مما أدى إلى انقطاع لكامل خدمات الاتصالات عن قطاع غزة الحبيب".
والسبت، أعلن إيلون ماسك أنه قرر توفير الإنترنت لمنظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في غزة، بعد قطع إسرائيل للخدمة عن القطاع.
وكتب على منصته "إكس" أن "خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركة ستارلينك التابعة لشركته "سبيس إكس"، ستدعم خطوط الإنترنت لمصلحة منظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في قطاع غزة.
ورد وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي على ماسك بقوله: إن تل أبيب "ستلجأ إلى كافة الوسائل" لمنع الملياردير الأميركي إيلون ماسك من تزويد منظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في قطاع غزة بالإنترنت.
وأضاف كرعي: "ستحارب إسرائيل بكافة السبل خطوة ماسك"، مضيفًا أن حركة حماس "ستستخدم ذلك (خدمة ستارلينك) لمصلحة نشاطاتها".
وأشار إلى أن مكتبه "سيقاطع" أي علاقات مع ستارلينك، على خلفية ما أعلنه ماسك.
احتجاج عائلات الأسرى الإسرائيليين
وعلى صعيد آخر، أبلغت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة، السبت، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأييدهم لصفقة تبادل تشمل كافة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق إعلام عبري.
جاء ذلك في بيان لممثلي عائلات الأسرى نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، بالتزامن مع تظاهر المئات في أنحاء إسرائيل، السبت، مطالبين بإعادة الأسرى المحتجزين لدى "حماس".
وطالب ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بـ"التوصل إلى اتفاق الآن"، شريطة عدم تعريض أبنائهم "للخطر".
وقال هؤلاء في البيان: "أوضحنا لنتنياهو أنه من وجهة نظرنا، عليه أن يأخذ في الحسبان صفقة الإعادة الفورية للأسرى، مقابل الجميع (الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع الأسرى الإسرائيليين)". واعتبروا أن إتمام مثل هذه الصفقة سيكون له "دعم وطني واسع" لنتنياهو.
وأضاف البيان: "مرت ثلاثة أسابيع دون أن نعرف ما حدث لأبنائنا، سمعنا جميعًا عن دخول الدبابات وكلنا خائفون".
وفي السياق، دعا ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيانهم إلى "عدم القيام بأي تحرك عسكري من شأنه أن يعرض مصير أبنائنا للخطر".
وفي وقت سابق السبت، التقى نتنياهو بممثلي الأسرى الإسرائيليين حيث وعدهم بأن "تبذل الحكومة قصارى جهدها، واستنفاد كل الإمكانيات لإعادة أبنائهم"، حسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء.
وكان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، أشار مساء السبت، إلى "استعداد كتائب القسام لإنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين، مقابل تبييض كافة سجون إسرائيل من الأسرى الفلسطينيين".
وقال في خطاب متلفز: "إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مسارًا لتجزئة الملف فمستعدون أيضًا"، لافتًا إلى أن "العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كافة السجون من كافة الأسرى".