أقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس وزير المال كواسي كوارتنغ من منصبه، بعدما أحدثت خطتهما الاقتصادية المثيرة للجدل اضطرابات في الأسواق.
وقال كوارتنغ في رسالة وجهها إلى تراس ونُشرت على حسابه في تويتر: "طلبت مني التنحي عن منصب وزير المال، وقبلت".
واعتبر أن "من المهم الآن ونحن نمضي قدمًا التأكيد على التزام الحكومة بضبط الأوضاع المالية"، لافتًا إلى أن "الخطة المالية متوسطة الأجل تعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذه الغاية".
هبوط بالجنيه الإسترليني
وكانت شبكة "بي بي سي" قد أفادت بأن كوارتنغ "لم يعد وزيرًا". وأدى خبر إقالته إلى هبوط الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 1.1% ليسجّل 1.1199 دولارًا. وأشارت تقارير إعلامية عدة إلى أن تراس أقالت الوزير بعدما عاد قبل الأوان من اجتماعات في واشنطن.
وكان من المقرر أن يختتم كوارتنغ اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي السنوية في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري، حيث وجّهت إليه المديرة العامة لصندوق النقد كريستالينا جورجييفا انتقادات، بينما أشارت إلى وجوب وضع سياسات "متماسكة منسجمة".
من هو خليفة كوارتنغ؟
في مؤتمر صحافي في داونينغ ستريت، أعلنت تراس تعيين جيرمي هانت وزيرًا للمالية. والرجل سيصبح رابع وزير للمال يعيّن هذا العام.
كما تعهدت بتقديم خطة مالية بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لحماية العائلات من التضخم.
وفازت تراس في سبتمبر/ أيلول الماضي بزعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية خلفًا لبوريس جونسون، بعد إعلان الحزب نتائج انتخاباته الداخلية.
ولعلها ليست الفترة الذهبية التي تتسلم فيها سدة الحكم، فالعقبات أمامها ليست بالسهلة، لاسيما وأن اقتصاد البلاد يعاني وهو ما يمثل العقبة الأكبر أمامها.
فوصولها إلى داونينغ ستريت كان قد تزامن مع بلوغ معدلات التضخم في البلاد أكثر من 10%، وهو ما لم تشهده بريطانيا منذ 40 عامًا. كما حذر بنك إنكلترا من أن التضخم سيرتفع إلى ما يزيد قليلًا عن 13% هذا العام.