لقي أكثر من 44 شخصًا حتفهم في البرازيل، بسبب الأمطار الغزيرة على شمال شرق البلاد بينما اجتاحت المياه مدينتين كبيرتين على المحيط الأطلسي في رابع فيضان كبير تشهده الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية منذ خمسة أشهر.
وارتفعت حصيلة الضحايا تحديدًا في منطقة ريسيفي عاصمة ولاية بيرنامبوكو التي تشهد أمطارًا غير مسبوقة منذ الثلاثاء، بينما لا يزال 1200 من فرق الإنقاذ يحاولون العثور على أكثر من 50 مفقودًا مع توقف الأمطار، وفق آخر تحديث للسلطات الرسمية اليوم الأحد.
بدورها، أفادت السلطات بولاية بيرنامبوكو بأن الأمطار تسببت في انهيارات أرضية أزالت مناطق سكنية مقامة على تلال. وذكرت حكومة الولاية أن مئات الأشخاص اضطروا إلى النزوح عن ديارهم مؤقتًا على الأقل.
وقال وزير التنمية الإقليمية دانييل فيريرا خلال مؤتمر صحافي في ريسيفي: "وفق المعلومات المحدثة، أحصينا 44 قتيلاً و56 مفقودًا و25 جريحًا و3957 مشردًا و533 نازحًا".
كما ذكرت خدمة الطوارئ الاتحادية أن ولاية ألاغواس المجاورة سجلت حالتي وفاة.
مصرع 11 شخصًا من عائلة واحدة
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، لقي 11 شخصًا من أقارب المواطن لويز إستيفاو أغيار مصرعهم في انزلاقات الأتربة، وقال الرجل المسن باكيًا لقناة محلية: "ماتت أختي وقضى شقيق زوجتي، قتل 11 شخصًا من عائلتي، إنه أمر صعب، صعب جدًا. لم أكن أتوقع ذلك".
في المقابل، كانت السلطات حذرت، أمس السبت، من أنه من المتوقع هطول أمطار غزيرة الأحد، لكن العاصفة هدأت صباح اليوم على وقع تحذير خبراء الأرصاد من عودة هطول أمطار غزيرة في الأيام القليلة المقبلة.
وبحسب مكتب الحاكم، بلغت بين ليل الجمعة وصباح السبت كميات الأمطار في أنحاء من عاصمة ولاية بيرنامبوكو 236 ملم، أي أكثر من 70% من الكميات المتوقع هطولها خلال شهر مايو/ أيار في المدينة.
بدوره، أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو صباح الأحد، أنه سيتوجه إلى ريسيفي غدًا الاثنين لمتابعة "المأساة".
مآسي المناخ تلاحق البرازيل
بدورها، تحدثت خبيرة الأرصاد الجوية استاييل سياس من وكالة "ميتسول"، عن أن الأمطار الغزيرة التي تضرب بيرنامبوكو وبدرجة أقل أربع ولايات أخرى في الشمال الشرقي، ناجمة عن ظاهرة موسمية تسمى "الموجات الشرقية".
وأوضحت سياس أن هذه الموجات هي مناطق "اضطراب جوي"، تنتقل من القارة الإفريقية إلى المنطقة الساحلية الشمالية الشرقية للبرازيل.
وتابعت خبيرة الأرصاد: "في مناطق أخرى من المحيط الأطلسي يتسبب عدم الاستقرار هذا بتشكل الأعاصير، لكنه في شمال شرق البرازيل يحمل إمكان التسبب بأمطار غزيرة وحتى عواصف رعدية".
وذكّرت المشاهد الأخيرة بالمأساة التي وقعت في فبراير/ شباط الفائت في بتروبوليس في ريو دي جانيرو جنوبي شرق البلاد، حيث قتل 233 شخصًا بسبب الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة.
وأشارت السلطات المحلية آنذاك، أن انهيارات ترابية كبيرة طمرت المنازل وسيول غمرت الشوارع، انتشرت في أكثر من 52 منطقة، في أزمة مناخية وصفت بالأسوأ منذ عقود.
ويرى الخبراء أن تضاريس الأماكن ووجود أحياء فقيرة مترامية تضم مساكن مبنية بشكل غير قانوني في مناطق شديدة الانحدار، يتسببان بهذا النوع من المآسي.