أكّد مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، أن القادة الروس منقسمون بشأن شنّ هجوم شتوي واسع النطاق في أوكرانيا، وسط مخاوف من أن تُحاول موسكو مرة أخرى السيطرة على العاصمة كييف.
ومن المقرّر أن يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا موسعًا لوزارة الدفاع، غد الأربعاء، حيث سيتمّ عرض نتائج أنشطة القوات المسلّحة الروسية في العام 2022، وسيتمّ تحديد أهداف الجيش لعام 2023.
وقال الكرملين إن الاجتماع سيتضمّن رسالة رئيسية من وزير الدفاع سيرغي شويغو بشأن "العملية العسكرية الخاصة"، وهو التعبير الذي تستخدمه موسكو لوصف حربها.
يأتي ذلك في وقت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده زوّدت كييف مؤخرًا براجمات صواريخ وبطاريات صواريخ "كروتال"، وأنها ستُواصل إمدادها بالأسلحة في مطلع العام 2023.
وفي الأشهر الأخيرة، تكبّدت روسيا انتكاسات عسكرية كبيرة أجبرتها على الانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا ومدينة خيرسون في جنوبها.
وأقرّ بوتين، الثلاثاء، بأن الوضع "صعب للغاية" في أربع مناطق في جنوب أوكرانيا وشرقها أعلنت موسكو ضمّها رغم عدم سيطرتها عليها بالكامل.
قتال محتدم في عدة مناطق أوكرانية، و #بوتين يصف الوضع بـ "الصعب" #روسيا #أوكرانيا تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/9wKJ7haCdw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 20, 2022
وعن المداولات الجارية داخل الحكومة الروسية، قال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم كشف هويته: "أعتقد أننا أمام وجهات نظر متباينة. فمن الواضح أن هناك من يؤيدون مواصلة الهجوم في أوكرانيا، وهناك آخرون لديهم تساؤلات حقيقية حول قدرة روسيا على القيام بذلك".
وأكد أن الولايات المتحدة سوف "تعدّل وتكيّف بسرعة" أهدافها، إذا تقرر شنّ مثل هذا الهجوم الواسع.
وأردف المسؤول الأميركي أن "ما نقوم به وما نواصل القيام به، هو ضمان أن يكون للأوكرانيين وسائل الدفاع عن أنفسهم بشكل فعّال ضد العدوان الروسي".
ووفقًا له: "لا يُظهر الأوكرانيون أي علامة على رغبتهم في التباطؤ، معربًا عن اعتقاده بأن الروس "يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار".
مساعدات عسكرية فرنسية إضافية لكييف
إلى ذلك، أشار الرئيس الفرنسي، في مقابلة مع "تي أف 1" و"ال سي أي" على متن حاملة الطائرات "شارل ديغول" قبالة السواحل المصرية، إلى أنه "في الأيام الأخيرة، سلّمت فرنسا أسلحة إضافية، من راجمات صواريخ وصواريخ كروتال وتجهيزات بالإضافة إلى ما كنا قد قدّمناه".
وقال ماكرون، الذي قصد الأردن الثلاثاء لحضور قمة إقليمية: "نتعاون مع وزير الجيوش كي يتسنّى لنا مجددًا في الربع الأول من العام، تسليم أسلحة وذخائر مفيدة يستخدمها الأوكرانيون للتصدي للقصف". ومن بين الأسلحة المزمع تسليمها، مدافع "سيزار" جديدة.
ولم يقدّم ماكرون أرقامًا، مكتفيًا بالقول إن "الأمر يعتمد على المناقشات" الجارية مع الدنمارك.
ومنذ بداية الحرب في فبراير/ شباط الماضي، وفّرت فرنسا خصوصًا 18 مدفع "سيزار" بعيار 155 ميليمترًا ومدى 40 كيلومترًا محمّلة على شاحنات، فضلًا عن صواريخ مضادة للدبابات وللطائرات وناقلات جند مدرّعة.
وتنوي باريس أن تزوّد كييف بما بين 6 إلى 12 مدفع "سيزار" إضافيًا مأخوذًا من طلبية كانت موجّهة للدنمارك.
زيلينسكي في بخموت
من جهته، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، مدينة بخموت، التي تُحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أشهر، وتشكّل راهنًا النقطة الأكثر سخونة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، واصفًا المدينة التي دمّرتها الحرب بأنها "حصن" الجبهة في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي للقوات الأوكرانية في بخموت: "هنا في دونباس، أنتم تحمون كلّ أوكرانيا... سيفعلون كلّ ما فعلوه هنا في مدن أخرى في بلدنا، لأنهم لا يريدون وجود أي شيء أوكراني، أنا متأكد من ذلك".
وأضاف خلال تكريمه الجنود الأوكرانيين: "هذه ليست بخموت فقط، هذه حصن بخموت".
وأشارت تقارير إلى أن روسيا تعتمد على مرتزقة ومجنّدين من السجون وجنود تمّت تعبئتهم حديثًا، من أجل استعادة السيطرة على المدينة عبر شنّ سلسلة هجمات على المواقع الأوكرانية.
وأفاد الجيش الأوكراني بعد الزيارة بأنّ هناك تهديدًا متزايدًا بشنّ هجوم محتمل آخر من الأراضي البيلاروسية ولكن قواتها تتّخذ خطوات للاستعداد لذلك.
وقال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي ناييف: "نراقب عن كثب الأسلحة التي يتمّ نقلها من روسيا"، مضيفًا أن "مستوى التهديد العسكري يتزايد تدريجيًا، لكننا نتخذ أيضًا إجراءات مناسبة".
في هذه الأثناء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنّ الهجمات الروسية في مختلف أنحاء أوكرانيا أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة في منطقة دونيتسك حيث تقع بخموت، وفي منطقة خيرسون.