يحل موعد الانتخابات التشريعية في فرنسا بعد أيام قليلة في الوقت الذي تواصل فيه باريس توطيد علاقاتها الاقتصادية والعسكرية بتل أبيب.
وفي السنوات العشر الأخيرة، باعت فرنسا لإسرائيل معدات حربية وعسكرية تجاوزت قيمتها 210 ملايين دولار، دون إغفال الدور الكبير لباريس، في تأسيس مفاعل ديمونة النووي، الذي أنجز بناؤه في صحراء النقب عام 1964.
وفي يونيو/ حزيران الماضي؛ أصاب العلاقات الثنائية، بعض الاضطراب، عقب منع 74 شركة أسلحة إسرائيلية من المشاركة في معرض "يوروساتوري" في باريس، قبل أن يأمر القضاء الفرنسي متأخرًا، بإبطال القرار الذي جاء بعد انقضاء المناسبة.
وخلال العام الماضي، زودت فرنسا إسرائيل بسيارات ومعدات لشبكات سكك الحديد، بنحو ربع مليار دولار، وهي قيمة مشابهة لتلك التي تغطي الآلات، ومستلزمات المفاعلات النووية.
تواطؤ "كارفور" مع جرائم الاحتلال
وتبرز الأدوية والمستلزمات الصيدلانية، إلى جانب اللؤلؤ والمعادن الثمينة، من قائمة صادرات إسرائيل إلى فرنسا، فضلًا عن أصناف الفواكه.
وفي خضم العدوان على غزة، وقعت شركة "ألستوم" الفرنسية، عقدًا قيمته 700 مليون يورو، لإنشاء سكك حديدية في إسرائيل، تربط بين مدينتي حيفا والناصرة.
وكانت شركة "إيرفرانس" من أوائل الشركات التي استأنفت رحلاتها الجوية إلى مطار بن غوريون، بعد تعليقها، إثر عملية "طوفان الأقصى".
وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بأيام قليلة؛ وقعت سبع منظمات من منظمات المجتمع المدني في فرنسا، وثيقة أشارت فيها إلى تواطؤ مجموعة "كارفور" الفرنسية، في جرائم ارتكبها جيش الاحتلال، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
علاقات قوية ووطيدة
ولم تتغير العلاقة بين فرنسا وإسرائيل في طبيعتها منذ أكثر من 75 عامًا، لذا، من غير المتوقع، حصول تبدل في سياسة الدعم المطلق، الذي تقدمه باريس لتل أبيب، بصرف النظر عن هوية من يستقر، في الإليزيه.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية أيمن يوسف، إن العلاقات الاقتصادية بين فرنسا وإسرائيل لا تنفصل تمامًا عن العلاقات السياسية وهي علاقات قوية ووطيدة.
وأوضح يوسف في حديث لـ"التلفزيون العربي" من جنين أن هذه العلاقات تحددها الدول وليس من يسكن قصر الإليزيه أو شخصيات محسوبة على أحزاب سياسية.
ولفت إلى أنه من غير المتوقع أن تتأثر العلاقات الاقتصادية على الأقل في هذه المرحلة بين البلدين، بعيدًا عن إمكانية فوز اليمين المتطرف الفرنسي أو بقاء ماكرون أو دخول اليسار.