الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

وزيرة الخارجية الفرنسية تزور لبنان.. تحريض إسرائيلي ضد حزب الله

وزيرة الخارجية الفرنسية تزور لبنان.. تحريض إسرائيلي ضد حزب الله

شارك القصة

تزايدت حدة القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على جنوب لبنان - الأناضول
تزايدت حدة القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على جنوب لبنان - الأناضول
تعمل الدول الغربية وأبرزها فرنسا والولايات المتحدة على منع تدهور الوضع في جنوب لبنان بعد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، بحسب "فرانس برس".

تناقلت وسائل إعلام لبنانية منشورات ورقية قالت إنّ مسيّرة إسرائيلية ألقتها فوق منطقة كفرشوبا اللبنانية تحرّض ضد حزب الله الذي يتبادل مع إسرائيل القصف منذ أكثر من شهرين، في وقت تسعى فيه فرنسا إلى منع انزلاق البلاد نحو حرب جديدة.

وألقت طائرات إسرائيلية، صباح الجمعة، منشورات تحذر فيها سكان منطقة كفرشوبا وجوارها جنوب لبنان من "مخاطر عمليات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل".

إسرائيل تحرّض على حزب الله

وأفادت مصادر أمنية وأخرى محلية في كفرشوبا لـ"العربي"، بأن مسيّرة إسرائيلية رمت منشورات تحذيرية لسكان المنطقة ضد حزب الله، حيث ورد في المنشورات أن "عناصر الحزب تتسلل إلى منازل المدنيين وهذا يضر بهم وبسلامتهم"، حسب زعمه.

وتشهد بلدات القطاع الشرقي في جنوب لبنان منذ الرابعة من فجر اليوم قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا، حيث استهدفت القذائف بلدات الخيام وتلة الحمامص وتل النحاس وكفركلا.

كذلك نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المنطقة الواقعة بين رب ثلاثين وحولا. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدات يارين والجبين والضهيرة في القطاع الغربي، بحسب مراسل "العربي".

ويقول سكان بالمنطقة إنها المرة الأولى منذ اندلاع الموجهات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي تسقط فيها منشورات هكذا.

وكان حزب الله، أعلن أمس الخميس، استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية للبنان، ما يرفع حصيلة الشهداء من عناصره إلى 105 منذ 8 أكتوبر الماضي.

ونعى حزب الله، في بيان، "مهدي خليل زعتر من بلدة مركبا في جنوب لبنان"، قائلا إنه "ارتقى شهيدًا على طريق القدس".

وتزايدت حدة القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، تزامنًا مع تكرار التحذيرات من مسؤولين إسرائيليين لحزب الله.

وزيرة الخارجية الفرنسية تزور لبنان السبت

في غضون ذلك، يُرتقب وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان يوم غد السبت، في ظل تزايد الضغوط الدبلوماسية الساعية إلى منع اتساع رقعة التصعيد الحدودي بين حزب الله وإسرائيل وتجنب حرب شاملة.

وأكد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أنه "يجب تجنب اندلاع حرب إقليمية"، مشددًا على أن كولونا "ستمرر رسائل لضبط النفس" و"التحلّي بالمسؤولية" لاحتواء خطر جبهة ثانية تزامنًا مع الحرب المتواصلة في قطاع غزة المحاصر.

وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أنه في الكواليس، تعمل الدول الغربية، وأبرزها فرنسا والولايات المتحدة، على منع تدهور الوضع، بحسب مصادر دبلوماسية.

وفي باريس، ثمة تأكيد على أن "الخطر حقيقي للغاية" إذا قلّل اللبنانيون من شأن تصميم إسرائيل على حماية حدودها، والصدمة التي تعرض لها الإسرائيليون بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في عمق مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الفائت وأدت لمقتل وأسر المئات من الإسرائيليين.

قلق من حرب جديدة

لكن مصدرًا دبلوماسيًا فرنسيًا يقول إنه يجب على القادة الإسرائيليين ألا يخطئوا بالانخراط في صراع لن يُنتج بالضرورة أمنًا إقليميًا.

وأوضح لوموان أن الوزيرة الفرنسية التي تزور إسرائيل الأحد، "ستُكرر بالتالي دعوات فرنسا إلى التحلّي بالمسؤولية وضبط النفس".

وقبل كولونا، توجّه رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار إيميه إلى بيروت الأسبوع الماضي في السياق نفسه، بحسب ما أكد مسؤولون لبنانيون التقوا به.

وبحسب مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، فإن "إسرائيل تريد من حزب الله أن يتراجع مسافة 40 كيلومترًا عن الحدود".

ويطالب الإسرائيليون خصوصًا بسحب مقاتلي "قوة الرضوان"، وهي وحدة نخبة في حزب الله، والأسلحة الثقيلة من المناطق القريبة من الحدود، بحسب المصدر الذي طلب عدم كشف هويته.

ويردّ حزب الله بأن ليس له تواجد علني مرئي في المنطقة الحدودية، من حيث يشن مقاتلوه ومقاتلو فصائل أخرى عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الثلاثاء "لا نناقش أي وضعية للجنوب اللبناني مع أحد مع استمرار العدوان على غزة".

وتُطالب إسرائيل "بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701"، بحسب مصادر دبلوماسية غربية.

وينصّ هذا القرار الذي تم تبنيه لوقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله عقب حرب تموز/ يوليو عام 2006، على أن ينتشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) فقط، في جنوب لبنان.

"تسوية النزاع الحدودي"

ولوقف الأعمال القتالية الحالية، يقترح الوسطاء "تسوية النزاع الحدودي" بين البلدين اللذين يختلفان حيال ترسيم الحدود، بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي.

ويتحدث المصدر في إطار التسوية عن انسحاب إسرائيل من القطاعين المتنازع عليهما اللذين تحتلهما، أي مزارع شبعا والجزء اللبناني من قرية الغجر.

ويُعتقد في باريس أن تنفيذ القرار 1701 هو أساس العمل. ولكن يجب تحديد المعايير التي يمكن اقتراحها على اللبنانيين والإسرائيليين وتؤدي إلى وقف التصعيد.

وقد تزور كولونا السبت قوات اليونيفيل التي تعرّضت أيضاً لنيران إسرائيلية خلال التصعيد جنوباً، على غرار الجيش اللبناني الذي قتل له جندي.

وقال لوموان الخميس: "إننا ندين أي اعتداء على أمن قوات اليونيفيل، التي تشكّل فرنسا الكتيبة الأكبر فيها" والتي تضم 700 جندي.

ومن المقرر أن تتوجه كولونا الأحد إلى إسرائيل، والضفة الغربية المحتلة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال تفقده لقواته المحتشدة على طول الحدود الشمالية مع لبنان الأسبوع الماضي قد قال: "أقترح على أعدائنا أن يكونوا حذرين، لأنه إذا اختار حزب الله شن حرب شاملة، فإن ذلك سيحوّل بيروت وجنوب لبنان، ليس بعيدًا من هنا، إلى غزة وخانيونس".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close