لجأ الفلسطينيون في قطاع غزة إلى طرق عديدة للاستدلال على أسماء ذويهم في حال قصف منازلهم، حيث شاهد العالم كتابة أسماء الأطفال على أيديهم وأقدامهم للتعرّف عليهم في حال استشهادهم أو فقدانهم من جراء العدوان الإسرائيلي.
ومع اشتداد القصف، عمدت العائلات في مدينة رفح إلى توثيق أسماء أبنائها وجيرانها على الأحجار الخرسانية للمبنى المُدمّر، بعد عجزهم عن انتشال جثثهم في ظل نقص الإمكانات والمعدات اللازمة لإخراجهم من تحت الركام.
أحلام تحت الأنقاض
فأسماء مثل عمر وعبد الله وماسة نُقشت على الخرسانة المدمّرة جراء العداون الإسرائيلي في رفح، ليس ليستدل المارة على منطقة أو شارع بل على مفقودين ظلوا تحت الأنقاض.
هم كغيرهم من أطفال غزة كانت لديهم أحلام بغد أفضل، لكنها علقت مردومة تحت الأنقاض، في حرب تستهدف الطفولة.
مبنى آخر وقد قصف، كُتب عليه اسم "حسام" ليوثّق أهله عبر المبنى المنهار أنه ما يزال هو الآخر مفقودًا تحت ردم منزلهم.
أطفال غزة بأجسادهم الرقيقة التي تسحقها آلات الحرب الإسرائيلية، كتبوا سابقًا أسماءهم على أيديهم وأقدامهم ليتم التعرّف عليهم إذا ما نجح المنقذون بأدواتهم البدائية من انتشال جثامينهم كاملة من تحت الأنقاض، في حال لم تمزقها الصواريخ إلى أشلاء.
ومع استمرار العدوان، لا يزال مصير العديد من المفقودين في غزة كبارًا وصغارًا مقيدًا في سجل المجهول، بينما ترك القصف عائلات بأكملها بين شهيد وجريح ومفقود.
وبتواصل الحرب، تتضاعف أعداد الشهداء وتصاحبها أرقام أخرى لم تضف بعد إلى قائمة من رحلوا.
في غضون ذلك، وعلى الرغم من الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وأطنان الصواريخ التي ترمى على السكان، يبرز مشهد آخر قادم أيضًا من غزة حيث أرسلت طفلة وشقيقها أخرجهما الناس من تحت الأنقاض رسالة مفادها: نجاهد للبقاء من أجل الحياة، رغم قنابل الموت المنهمرة.