فرّقت قوات الأمن السودانية الأحد تظاهرتين مناهضتين للانقلاب بإطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع، وأوقفت عشرات المتظاهرين في اليوم الأول من حملة عصيان مدني جديدة ضد الجيش الذي سيطر على الحكم منذ الانقلاب الذي نفّذه في أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 أكتوبر/ تشرين الأوّل حال الطوارئ في البلاد وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي تم توقيفه لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية، كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.
ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد وخصوصًا العاصمة موجة من التظاهرات.
وتظاهر الأحد المئات في عطبرة شمالي البلاد مردّدين شعار "لا للحكم العسكري"، في حين سار عشرات المدرّسين نحو وزارة التربية والتعليم في تظاهرة احتجاجية صامتة ضد قرارات البرهان بحسب ما أفاد مدرّس الجغرافيا محمد الأمين.
وأشار الأمين إلى أن "قوات الشرطة قامت بفضّ التظاهرة وأطلقت الغاز المسيّل للدموع فيما كنّا نقف هنا فقط حاملين لافتاتنا التي كُتب عليها "لا للنظام العسكري".
وبحسب نقابة المعلّمين السودانيين، فقد أُوقف 87 متظاهرًا "من دون مذكرة توقيف" وأُصيبت مدرّسة بكسر ساقها أثناء تفريق التظاهرة.
عطبرة الآن ✌🏼🔥#الردة_مستحيلة #العصيان_المدني_الشامل pic.twitter.com/jhxNbUrHRN
— داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) November 7, 2021
وبعد بضع ساعات، أطلقت قوات الأمن أيضًا الغاز المسيّل للدموع على مئات المتظاهرين في حيّ بري شرقي العاصمة، وفق ما أفاد شهود عيان.
وقالت المتظاهرة هدى عثمان إن "المتظاهرين احتشدوا في الشوارع وأحرقوا الإطارات، وهتفوا ضد الحكم العسكري".
من جانبه أكد المتظاهر مصعب عبد الله أن "قوات الامن فرّقت المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع وبدأت في إزالة المتاريس".
وكان متظاهرون مناهضون للانقلاب أغلقوا ليل السبت الأحد بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان. وصباح الأحد، فتحت بعض المتاجر أبوابها وبقيت أخرى مغلقة في الخرطوم.
وفد الجامعة العربية يلتقي البرهان وحمدوك
سياسيًا، أعلن التلفزيون السوداني الرسمي اليوم الأحد أن البرهان اجتمع بوفد الجامعة العربية برئاسة أمينها العام المساعد حسام زكي.
وقال زكي إن "الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام (للجامعة أحمد أبو الغيط) تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان".
وفي وقت لاحق، التقى الوفد، حمدوك حيث جرى "حديث مطول" بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتقالية والجهود المبذولة لدعم الحوار.
وكان وفد رفيع من جامعة الدول العربية وصل السبت إلى الخرطوم لمحاولة حل الأزمة كجزء من جهود الوساطة بين العسكريين والمدنيين.
وقال مراسل "العربي" في الخرطوم خضر التجاني، إن العملية التفاوضية بالسودان تمر بمرحلة جمود، ما لم تتحرك جامعة الدول العربية".
وأشار إلى أن وفد جماعة الدولة العربية سيجري لقاءات مع المكونات المختلفة للسلطة في السودان، للوساطة وتقريب وجهات النظر.
ولم تفضِ المحادثات حتى الآن لا إلى تشكيل حكومة جديدة ولا إلى عودة الحكومة التي أطاحها فجأة البرهان ولا إلى تبني موقف واضح بشأن استئناف الانتقال الديموقراطي الذي بدء عقب سقوط عمر البشير عام 2019.
وتؤكد المنظمات المؤيّدة للديموقراطية التي قادت الحركة المناهضة للبشير أن موقفها واضح، وتقول في بيانات تنشرها عبر رسائل قصيرة لأن الإنترنت مقطوع منذ 14 يومًا، "لا حوار، لا تفاوض، لا شراكة" مع الجيش.
