في مشهد لم يعد الأول من نوعه في لبنان، اقتحمت امرأة أحد المصارف وهي تحمل سلاحًا قيل في وقت وقت لاحق إنه "وهمي"، لاسترداد وديعتها التي جُمّدت، كما مدخرات غالبية اللبنانيين، بعد الانهيار المالي للبلاد في 2019.
ولم يدم الأمر طويلًا، حيث غادرت الشابة سالي حافظ بنك "لبنان والمهجر" في السوديكو، بالعاصمة بيروت، بعد حصولها على 13 ألف دولار من مدخراتها لعلاج شقيقتها من السرطان، على ما أفادت جمعية المودعين.
سالي حافظ تريد المال لعلاج اختها من cancer ! pic.twitter.com/6YOVLEcROy
— علاء (@alaa86ala) September 14, 2022
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن حافظ اقتحمت المصرف في السوديكو وطالبت باسترداد أموالها، مهددة بإحراق نفسها.
لكن سالي حافظ، التي ظهرت في فيديو من داخل المصرف عرّفت فيه عن نفسها، قالت إنها جاءت لتأخذ وديعة شقيقتها التي "تموت في المستشفى"، وإنها لم تحضر لتقتل أحدًا أو لتشعل النيران، بل لأخذ حقها.
كما ظهرت في عدة مقاطع مصوّرة، أحدها لدى دخولها إلى المصرف ورفعها السلاح، وآخر اعتلت فيه مكتبًا وبيدها مسدس، فيما صرخ رجل على موظف البنك لإعطائها الأموال بالدولار.
سالي حافظ: "عليّ وعلى أعدائي"
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورًا قالوا إنه من حساب سالي حافظ على فيسبوك، كانت قد أرفقت فيه صورة شقيقتها المريضة، بوعدها لها بأن تعمل ما بوسعها - وإن كلفها الأمر حياتها - لكي تتمكن من السفر إلى الخارج وتلقي العلاج، فتستعيد عافيتها وتقوم بتربية ابنتها.
وأردفت سالي بتحد، وفق المنشور: "عليّ وعلى أعدائي".
إلى ذلك، انتشر فيديو ظهرت فيه امرأة يبدو على وجهها الإعياء الشديد داخل سيارة، بينما ردد رجل دون أن يظهر أن تلك هي شقيقة سالي المريضة، وأن سالي ليست سارقة وأنها أخذت الأموال لعلاج أختها.
وفي أغسطس/ آب الماضي، دخل بسام الشيخ حسين فرع بنك فدرال اللبناني في منطقة الحمراء ببيروت، وهدّد الموظفين بسلاح ناري، ولم يوافق على المغادرة إلا بعد أن تعهد البنك بمنحه 35 ألف دولار من إجمالي وديعته التي تتجاوز 200 ألف دولار.
وأوضح الرجل حينها أنه بحاجة إلى الأموال لدفع قيمة فواتير المستشفى لأحد أقاربه.
ومطلع العام الجاري، احتجز مودع مسلح عددًا من موظفي أحد المصارف في شرق لبنان، بعد رفض البنك تسليمه مبلغًا من حسابه قُدر بـ50 ألف دولار. وقامت السلطات الأمنية بتوقيفه لاحقًا.
وللعام الثالث على التوالي، يعيش لبنان أزمة اقتصادية جعلت 8 من كل 10 أشخاص فقراء وفق البنك الدولي.
وتفرض المصارف منذ خريف 2019 قيودًا مشددة على سحب الودائع المصرفية تزايدت شيئًا فشيئًا، حتى أصبح شبه مستحيل على المودعين التصرف بأموالهم، خصوصًا تلك بالدولار الأميركي.
في مقابل ذلك، فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة أكثر من 90% أمام الدولار.