تركز عناوين أهم الصحف الأجنبية على أوضاع أهالي غزة المحاصرين بالقصف والجوع والأمراض، في وقت تعلو فيه تصريحات إسرائيلية تطالب بتهجيرهم.
"إيكونوميست" تنقل الواقع الإنساني في غزة
ويقول عنوان مجلة "إيكونوميست": "الحرب والجوع والمرض تطارد سكان غزة". وتشير المجلة من خلاله إلى أن أهالي قطاع غزة على وشك المجاعة بعد ثلاثة أشهر من الحرب الإسرائيلية، إذ يعيشون على الكميات الضئيلة من المساعدات وأنه مع نزوح 85% من سكان القطاع البالغ عددهم مليونين و200 ألف نسمة، انتهى الأمر بمئات الآلاف في مدينة رفح التي أصبحت الآن أكثر كثافة سكانية من مدينة نيويورك.
ولفتت المجلة إلى أنه بينما بدأت الأمراض تنتشر، فإن ثلث مستشفيات غزة فقط ما زالت تعمل بشكل جزئي، وهي تعاني من نقص الإمدادات الأساسية. أما تلك الموجودة في الجنوب فتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها.
وأضافت أنه مع إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب لفترة غير محددة، فإن عدم تسهيل دخول المساعدات الإنسانية سيدفع غزة إلى المجاعة.
واشنطن بوست تشير لـ"تطهير عرقي"
أمّا صحيفة "واشنطن بوست" فقد توقفت عند الدمار الذي لحق بقطاع غزة والدعوات الإسرائيلية إلى تهجير الفلسطينيين، وقالت "إن مصير أهالي قطاع غزة لا يزال غامضًا، والعودة إلى شماله محفوفة بالمخاطر، بينما تتعالى أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل بتهجيرهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقترحات المثيرة للجدل التي قدمها بعض المسؤولين الإسرائيليين بإجلاء سكان غزة إلى مخيمات في مصر أو دول أخرى، أثارت انقسامات مع واشنطن وأوروبا والأمم المتحدة.
وأضافت أن هذه المقترحات يمكن أن ترقى إلى مستوى التطهير العرقي للقطاع الفلسطيني، وهو الأساس الذي بنت عليه جنوب إفريقيا شكواها لمقاضاة إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
"بوليتيكو" تتحدث عن اتهامات الإبادة وموقف حلفاء إسرائيل
وفي صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أيضًا تطرّق جايمي ديتمير إلى الاتهامات التي تواجهها إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وقال: "إن تعليقات السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين ستؤدي إلى تعقيد الدفاع عن إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بشأن اتهامات الإبادة الجماعية".
وأضاف أن التعليقات الداعية إلى إبادة غزة تثير الذعر بين حلفاء إسرائيل الغربيين، الذين يشعرون بعدم الارتياح إزاء مسار الحرب وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
وبينما أشار الكاتب إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يخشون أن تصدر محكمة العدل أمرًا قضائيًا مؤقتًا مثل الذي أصدرته ضد روسيا، اعتبر أن تجاهل أمر قضائي من شأنه أن يسبب لإسرائيل صعوبات كبيرة مع حلفائها الغربيين.
"ليبراسيون" تتسائل عن مصير غزة
واعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في افتتاحيتها أن إسرائيل تقصف غزة بلا هوادة منذ ثلاثة أشهر، وليس هناك ما يشير إلى أن هذه الحرب ستنتهي قريبًا.
وتساءلت: "ماذا بعد ذلك، مع استمرار تدهور الظروف المعيشية في القطاع؟ هل سننتظر حتى لا يبقى من غزة شيء؟"
وأضافت: "ماذا سيحدث للناجين من المدنيين الفلسطينيين في وقت يدعو فيه بعض الوزراء الإسرائيليين من اليمين المتطرف إلى تهجيرهم، فمتى سينتهي هذا الكابوس؟"
ورأت الصحيفة الفرنسية أن الأجوبة على هذه الاسئلة ستبقى غامضة ما دام بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في الوقت الضائع، ونهاية الحرب ليست في مصلحته.