أعلن قصر باكنغهام مساء اليوم الخميس أن الملكة إليزابيث، أطول ملوك بريطانيا بقاء في الحكم، توفيت عن 96 عامًا.
وخلفها تلقائيًا ابنها الأكبر تشارلز البالغ 73 عامًا، عملًا ببروتوكول عمره قرون، بعد أن تبوأت الملكة العرش لمدة قياسية بلغت سبعين عامًا.
وعلى الأثر، نُكّس العلم البريطاني فوق قصر باكنغهام الذي تقاطرت إليه جموع غفيرة مساء الخميس.
وفور إعلان رحيل الملكة، انفجر المحتشدون أمام القصر بالبكاء وسط صمت مطبق خيّم على المكان، في حين بثّت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" النشيد الوطني البريطاني.
وأعلنت بريطانيا أن مراسم جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ستستغرق 10 أيام، على أن تُدفن في 18 من الشهر الحالي في وندسور.
ويُنقل جثمان الملكة من قصر بالمورال في اسكتلندا، إلى لندن الجمعة لتبدأ مراسم التشييع.
وكان أطباء الملكة أعربوا اليوم عن "قلقهم" بشأن وضعها الصحي فيما سارع أفراد عائلتها إلى الالتفاف حولها في قصر بالمورال في اسكتلندا.
والملكة البالغة 96 عامًا تعاني منذ أكتوبر/ تشرين الأول من مشكلات صحّية سبّبت لها صعوبة في المشي والوقوف.
ملك بريطانيا الجديد تشارلز: أكبر لحظة حزن
وفي آخر ظهور علني لها، صادقت الملكة رسميًا الثلاثاء على تعيين ليز تراس في منصب رئيسة الوزراء، لتصبح رئيس الحكومة الـ15 خلال تولي الملكة العرش. وكانت قررت البقاء في بالمورال بدلًا من العودة الى لندن حيث ينظم عادة حفل التسليم والتسلم بين رئيسي الوزراء، بسبب مشاكلها الصحية.
وأظهرت صور بثها القصر حينها الملكة مبتسمة وهي تستند إلى عصا وتصافح ليز تراس.
رمز للاستقرار
ومثلت الملكة اليزابيث منذ توليها العرش خلفًا لوالدها الملك جورج السادس في 1952، وكانت حينها في سن الخامسة والعشرين، رمزًا للاستقرار عبر الأزمات والمحطات المختلفة في تاريخ المملكة المتحدة. وعاصرت رجالًا كبارًا في السياسة في العالم مثل نهرو وشارل ديغول ومانديلا الذي كان يدعوها "صديقتي".
وخلال حكمها، شهدت على بناء جدار برلين، ثم سقوطه، والتقت 12 رئيسًا أميركيًا.
وفور الإعلان عن الوفاة، توالت المواقف المحلية والدولية التي أشادت بمزايا الراحلة.
وفي أول تعليق له، قال تشارلز ملك بريطانيا الجديد: "وفاة والدتي الحبيبة الملكة إليزابيث تمثل أكبر لحظة حزن بالنسبة لي".
"جلالة الملك تشارلز الثالث"
بدورها، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بالملكة إليزابيث ووصفتها بأنها "روح بريطانيا العظمى" والصخرة التي بنيت عليها بريطانيا الحديثة.
وقالت تراس، متحدثة خارج مكتبها ومقر إقامتها في داونينج ستريت، إن الملكة كانت "مصدر إلهام شخصي لي وللعديد من البريطانيين".
وخاطبت تراس الملك الجديد بـ "جلالة الملك تشارلز الثالث".
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الملكة الراحلة اليزابيث الثانية كانت "امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما"، مضيفًا أنها "كانت اكثر من ملكة. لقد جسدت حقبة".
قادة العالم يقدمون التعازي بالراحلة
وتابع بايدن في بيان أن اليزابيث الثانية "ساهمت في جعل العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة (علاقة) خاصة"، مؤكدًا أنه "يتطلع الى مواصلة علاقة الصداقة الوثيقة مع الملك" الجديد.
وأكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن "الملكة إليزابيث الثانية كانت صديقة لقطر ورمزًا للحكمة والاعتدال، عمقت العلاقة التاريخية الوطيدة بين دولة قطر والمملكة المتحدة، المبنية على الصداقة والتعاون والتفاهم".
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحيّا ذكرى الملكة الراحلة، مقدّمًا تعازيه إلى نجلها الملك تشارلز الثالث.
وقال بوتين في بيان أصدره الكرملين "طوال عقود عدة، تمتعت اليزابيث الثانية بحب رعاياها واحترامهم، وكذلك بسلطة على الساحة العالمية".
أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عن حزنه "العميق" لرحيل الملكة إليزابيث الثانية، ورأى فيها مثالاً على "القيادة" وعلى "التزام عام مترفع" عن المصالح الخاصة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان على تويتر إن "جلالة الملكة إليزابيث الثانية جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها لأكثر من 70 عامًا".
وأضاف: "أتذكرها صديقة لفرنسا وملكة طيبة القلب تركت انطباعا دائما في بلدها وفي قرنها".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه شعر بالحزن لوفاة الملكة إليزابيث مقدمًا أحر تعازيه للعائلة المالكة وشعب وحكومة المملكة المتحدة.