تزامنًا مع تعثّر المفاوضات اليمنية في العاصمة الأردنية عمّان، تجددت الاشتباكات بين جماعة الحوثي وقوات الجيش اليمني في مواقع متفرقة من مدينة تعز جنوبي البلاد.
وأعلن المتحدث باسم محور تعز العسكري العقيد عبد الباسط البحر، أن الحوثيين استهدفوا بقذائف المدفعية الثقيلة مناطق وادي حذران والصياحي في المدينة.
كما وصف البحر هجمات الجماعة بأنها "محاولات يائسة وفاشلة للسيطرة على المدينة".
وتبادل الطرفان القصف المدفعي في منطقة الرباعي، امتدادًا إلى الجبهة الغربية في المدينة.
فشل مفاوضات الأردن
وتعثرت يوم الإثنين الماضي، الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الحوثيين والحكومة اليمنية التي انعقدت في العاصمة الأردنية عمّان.
ووفق بيان اللجنة العسكرية الحكومية، فإن هذه المحادثات تهدف إلى "تعزيز الرقابة على الخروقات وتشكيل غرف عمليات مشتركة على مستوى الجبهات في جميع أنحاء البلاد".
ولم يجر وفد الجماعة أي لقاءات ثنائية مع وفد الحكومة، موجهًا انتقادات لموقف المسؤولين الأمميين بشأن دورهم في المفاوضات.
وأكد رئيس الوفد الحوثي العسكري المفاوض، يحيى الرازمي، اجتماع الوفد مع الوسطاء الأمميين "من دون تحقيق أي نتائج إيجابية"، متهمًا ما وصفه بـ"الأطراف الأخرى"، في إشارة إلى الوفد الحكومي، بـ"التنصل عن تنفيذ التفاهمات المبرمة"، مضيفًا: "لمسنا بعض المواقف السلبية من بعض الوسطاء الأمميين".
من جهته، علّق وفد الحكومة مشاركته في تلك المحادثات احتجاجًا على الهجوم الذي ينفذه الحوثيون في تعز، حيث اعتبرته الحكومة محاولة لقطع الطريق الرئيس الذي يربط بين مدينتي عدن وتعز.
اعتبارات داخلية وخارجية
في هذا السياق، يرى الصحافي عادل المثني أن هناك عدة اعتبارات جعلت الحوثيين يصعدون في تعز والحديدة، وهي داخلية وخارجية.
ويشير المثني، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن "العامل الداخلي الذي ساعد الجماعة في هجومها هو الانقلاب على الشرعية من قبل دول التحالف السعودي الإماراتي".
ويقول: "على الصعيد الإقليمي، تريد إيران إبقاء اليمن في حالة من التوتر، خدمة للمفاوضات النووية مع الغرب".
ويضيف: "يوجد في الغرب خوف من التصعيد على الجبهة اليمنية نتيجة الصراع في أوكرانيا، وذلك رغبة من تلك الدول في إبقاء استقرار تدفق النفط من منطقة الخليج، وهو عامل استفاد منه الحوثيون".
ويلفت الصحافي اليمني إلى أن "التصعيد الحوثي شكّل إحراجًا للأمم المتحدة التي تحاول إجراء مفاوضات بين جميع الأطراف لفتح الطرقات في تعز، في المقابل، لجأت الجماعة إلى التصعيد في المدينة".