الجمعة 20 Sep / September 2024

الأزمة الأوكرانية.. مجموعة السبع تلوح بعقوبات قاسية والمساعي الديبلوماسية مستمرة

الأزمة الأوكرانية.. مجموعة السبع تلوح بعقوبات قاسية والمساعي الديبلوماسية مستمرة

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول التحذيرات الأميركية من غزو روسي محتمل لأوكرانيا (الصورة: غيتي)
أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بالحضيض في ظل الأزمة الأوكرانية، في وقت هددت مجموعة السبع بفرض عقوبات قاسية على موسكو.

اعتبر الكرملين أن العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى "الحضيض" على الرغم من تزايد الحوار الثنائي مؤخرًا، وذلك وسط اعتراضات غربية على تدريبات عسكرية كبيرة تجريها روسيا قرب حدودها مع أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية.

جاء الموقف الروسي في وقت قالت فيه الولايات المتحدة إنّ موسكو قد تغزو أوكرانيا في أي وقت، ويمكن أن تخلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم، مؤكدة تعهدها بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي حلف شمال الأطلسي "الناتو".

العلاقات بين واشنطن وموسكو في الحضيض

وفي التفاصيل، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّ "هناك قنوات محددة للحوار، ومن بين الإيجابيات التواصل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، حيث تحدثا عبر الهاتف يوم السبت، لكن لا تزال العلاقات في جوانب أخرى يشوبها التوتر".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله في مقابلة: "زعيما البلدين على تواصل، وهناك حوار على جبهات أخرى. هذا تطور إيجابي لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق".

وأضاف: "لكن بالنسبة إلى بقية الجوانب، للأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية. وصلنا إلى مستوى متدن للغاية. إنها في الواقع في الحضيض".

التلويح بعقوبات جديدة على روسيا

وفي سياق الضغط على موسكو، أكد وزراء مالية دول مجموعة السبع اليوم الإثنين، استعدادهم لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات "عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي" خلال "مهلة قصيرة جدًا" في حال شن هجوم عسكري على أوكرانيا.

وأعلن وزراء مالية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان أن "أولويتنا الآنية هي دعم الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة"، لكن مجموعة الدول الكبرى السبع التي تترأسها ألمانيا هذه السنة توعدت بأن "أي عدوان عسكري روسي جديد ضد أوكرانيا سيقابَل برد سريع وفعال".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية السبت من أن الولايات المتحدة "سترد بحزم وتفرض تكاليف باهظة وفورية على روسيا" إذا غزت أوكرانيا.

وبحسب البيت الأبيض، شدد بايدن على أنه "فيما تبقى الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى الدبلوماسية، بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا، نحن مستعدون في الوقت نفسه لسيناريوهات أخرى".

وأكد بايدن مجددًا أن غزو أوكرانيا "سيتسبب بمعاناة إنسانية كبيرة ويضعف موقف روسيا"، بحسب البيت الأبيض.

لكن روسيا وعلى لسان سفيرها لدى السويد فيكتور تاتارنتسيف أكدت أمس الأحد أنها "لا تبالي" بخطر التعرّض لعقوبات غربية في حال غزت أوكرانيا.

وقال تاتارنتسيف: "كلما ضغط الغرب أكثر على روسيا، سيكون الرد الروسي أقوى". وشدد على أن موسكو تحاول تجنّب الحرب.

تدريبات عسكرية مشتركة

وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، لكنها نفت مرارًا وجود أي نية لغزو جارتها واتهمت الغرب بالتصرف بـ"هستيريا".

وتجري روسيا تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا، الجارة الشمالية لأوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الإثنين، عن تنفيذ مقاتلات من طراز "سو-30" دوريات مشتركة على الحدود بين البلدين.

ونقلت صحيفة "إزفيستيا" عن مصادر عسكرية قولها: إنّ "روسيا سترسل أيضًا مجموعة من السفن المسلحة بصواريخ كروز وصواريخ أسرع من الصوت إلى البحر الأسود والبحر المتوسط".

وأفاد الأسطول الروسي في البحر الأسود يوم السبت بأن أكثر من 30 سفينة بدأت تدريبات بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، في إطار مجموعة واسعة من التدريبات من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي بمشاركة جميع أساطيلها في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط.

المساعي الديبلوماسية مستمرة

دبلوماسيًا، تستمر المساعي لخفض التوتر، حيث وصل المستشار الألماني أولاف شولتس الإثنين إلى كييف للتباحث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي حول التهديد باجتياح روسيا للبلاد.

وسيعقد شولتس وزيلنسكي في ختام قمّتهما مؤتمرًا صحافيًا بعد ظهر الثلاثاء، يتوجه بعده المستشار إلى موسكو اللقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كييف لن تتخلى عن الانضمام إلى "الناتو"

وعلى صعيد آخر، فسر سفير أوكرانيا لدى بريطانيا اليوم الإثنين تصريحاته السابقة بشأن احتمال تخلي بلاده عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وقال إن أوكرانيا لن تعيد النظر في مساعي الانضمام إلى الحلف العسكري.

وردًا على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا قد تعيد النظر في طموح الانضمام إلى الحلف، قال السفير فاديم بريستايكو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بالإنكليزية: "لا، الأمر ليس كذلك، وأنا سعيد للغاية لأن الفرصة أتيحت لي لتوضيح موقفي".

وذكر السفير أن تقرير (بي.بي.سي) السابق في هذا الشأن كان نتيجة سوء تفاهم. وقال بريستايكو: "لسنا عضوًا في حلف الأطلسي حاليًا، ولتجنب الحرب نحن مستعدون لتقديم تنازلات كثيرة وهذا ما نفعله في محادثاتنا مع الروس".

وأضاف: "هذ ليس تأجيلًا لطموحنا بالانضمام إلى حلف الأطلسي، ما نتحدث عنه هو أننا لسنا أعضاء حاليًا، ولذلك ينبغي أن نبحث عن شيء آخر مثل اتفاقات ثنائية مع المملكة المتحدة، أو الولايات المتحدة".

وأردف: "لذلك، بالإضافة إلى حلف الأطلسي، نحن نسعى إلى ترتيبات أخرى تسمح لنا بتجاوز المحنة الحالية".

وردًا على سؤال مرة أخرى عما إذا كانت أوكرانيا ستغير موقفها بشأن مساعي الانضمام إلى حلف الأطلسي، قال السفير بريستايكو: "لا".

مساندة بريطانية لأوكرانيا

وفي سياق متصل، أكد جيمس هيبي وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية اليوم الإثنين أن بريطانيا ستدعم أي قرار تتخذه أوكرانيا بشأن مساعيها للانضمام إلى "الناتو".

وقال: "إذا قررت أوكرانيا أنها ستعرض عدم الانضمام إلى الحلف، فإننا ندعم ذلك وهذا أمر يقرره الأوكرانيون".

وأضاف هيبي: "وبالمثل إذا أرادت أوكرانيا التمسك بموقفها وقالت إنها ترغب في الانضمام إلى الحلف في المستقبل فسنؤيد ذلك أيضًا لأن هذا هو ما تعنيه السيادة وهذا ما نسانده".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات