Skip to main content

لافروف يقترح على بوتين سلوك الدبلوماسية وجونسون: ندعو الجميع للحوار

الإثنين 14 فبراير 2022

يستمر التوتر بين روسيا والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، وسط تحذيرات أميركية بأن الغزو الروسي لأوكرانيا "قد يحدث في أي وقت"، رغم نفي موسكو ذلك.

وتزامنًا مع دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للرئيس فلاديمير بوتين لاعتماد الدبلوماسية، دعا رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون إلى الحوار "لتفادي ما قد يكون خطأ كارثيًا".

اعتماد الدبلوماسية

واقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، على الرئيس فلاديمير بوتين أن تمضي موسكو على المسار الدبلوماسي في جهودها لانتزاع ضمانات أمنية من الغرب، مع تصاعد التوترات بشأن غزو محتمل لأوكرانيا.

وقال لافروف لبوتين: إن الولايات المتحدة قدمت مقترحات ملموسة لخفض المخاطر العسكرية؛ لكنه قال إن الردود الواردة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لم تكن مرضية.

وتخشى القوى الغربية أن تكون روسيا عازمة على غزو أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو مرارًا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، عن مسؤول عسكري روسي كبير قوله اليوم الإثنين، إن موسكو مستعدة لإطلاق النار على أي سفن أو غواصات أجنبية تدخل مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.

رغم ذلك، نقلت الوكالة عن نائب رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية ستانيسلاف جادجيماجوميدوف قوله: إن أي قرار من هذا القبيل لن يُتخذ إلا على "أعلى المستويات".

جاء هذا التصريح بعد يومين من إعلان موسكو أن سفينة حربية روسية، أبعدت غواصة أميركية في المياه الروسية بالمحيط الهادي. إلا أن الولايات المتحدة، نفت تنفيذ أي عمليات عسكرية في المياه الإقليمية الروسية.

ونقلت إنترفاكس عن جادجيماجوميدوف، قوله أيضًا إن روسيا قادرة على التصدي بالشكل المناسب للأسطول الأميركي في البحر الأسود، وبحر البلطيق، لكنها ليس لديها ما يكفي من السفن والخطط للقيام بذلك في الشرق الأقصى في الوقت الراهن.

وأجرت جميع الأساطيل الحربية الروسية مناورات عسكرية في الأسابيع الأخيرة في مناطق واسعة، منها أجزاء من المحيطين الأطلسي والهادي والبحر المتوسط.

متّسع للتراجع عن الحرب

وضمن المحاولات الدولية لمنع الحرب، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الإثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التراجع عن "شفير الهاوية"، معتبرًا أنّ الوضع "خطر جدًا جدًا" في ظلّ خطر تعرض أوكرانيا لاجتياح روسي "خلال الـ48 ساعة المقبلة".

وأكد جونسون في تصريح بثته القنوات التلفزيونية البريطانية، أنّه لا يزال هناك متّسع من الوقت أمام الرئيس بوتين لكي يتراجع، حسب تعبيره، مضيفًا: "ندعو الجميع إلى الحوار، لتفادي ما قد يكون خطأ كارثيًا".

وبيّن ناطق باسم جونسون، أنّ رئيس الوزراء قرّر قطع رحلة إلى شمال غرب إنكلترا للعودة إلى لندن "نظرًا للوضع الحالي".

وبعدما نصحت بريطانيا رعاياها الجمعة بمغادرة أوكرانيا على الفور، تترأس وزيرة الخارجية ليز تراس اجتماعًا طارئًا بعد ظهر الإثنين، بشأن الاستجابة القنصلية للوضع الحالي.

وقال داونينغ ستريت إنّ جونسون سيرأس اجتماع أزمة وزاريًا، يوم غد الثلاثاء.

ويعتزم جونسون زيارة أوروبا القارية مجدّدًا نهاية الأسبوع للتباحث مع قادة دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق.

وأوضح المتحدث أنّ رئيس الوزراء سيتحدث مع "العديد من القادة، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن، في القريب العاجل".

ودعا جونسون الغربيين إلى "إظهار جبهة موحدة" في الأزمة الحالية خصوصًا الأوروبيين لتقليل اعتمادهم على الغاز الروسي بتخليهم عن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا وألمانيا.

وفيما تتّهم موسكو واشنطن ولندن بإثارة مخاوف من غزو روسي وشيك، أكّد بوريس جونسون أنّ "الأدلة واضحة جدًا. هناك قرابة 130 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وكل الدلائل الأخرى تشير إلى استعدادات جادة لغزو".

وأضاف: "تظهر الإشارات، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ الروس يخططون على الأقلّ، لأمر قد يحدث في غضون الـ48 ساعة المقبلة".

ثلاث رسائل ألمانية لروسيا

وقال مراسل "العربي" من كييف شوقي أمين، إن التوجه الأوكراني نحو الأطلسي هي فكرة قديمة، وفي سياق التوجهات المستقبلية للحلف.

وأشار إلى أن زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى أوكرانيا، تحمل في طياتها ثلاث رسائل، الأولى دبلوماسية وتسير في طريق الحل عبرها، والثانية تضامنية، والثالثة تؤكد أن برلين مستعدة للانخراط في حزمة العقوبات التي ستفرض على موسكو في حال غزوها لأوكرانيا.

بدوره قال محمد حسن مراسل "العربي" من موسكو، إن روسيا ستصر على مسألة الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة، وهو ما يعني عدم ضم حلف "الناتو" أوكرانيا إليه.

وأضاف المراسل: "لذا تصر موسكو على تطبيق اتفاق مينسك، والذي يعني بالنسبة لدونباس تشكيل دويلة ضمن دولة كبيرة، أي عندما تحصل دونباس على حكم ذاتي فسيكون في أوكرانيا مركز قرار آخر بالإضافة إلى كييف، وسيكون مواليًا لروسيا، وسيؤدي إلى عرقلة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة