يحتفل المسلمون يوم غد السبت بعيد الأضحى المبارك، أو ما يُعرف بالعيد الكبير، الذي يُعَدّ رمزًا للعبادة والسعادة للكثير من المسلمين، كما يحمل معاني الطاعة لله والإيمان به.
في هذا اليوم، يكتمل الركن الأعظم من أركان الحج، لكنّه لا يكتمل إلا بطقوس فريدة ينتظرها كثيرون، من صلاة العيد، إلى الفرحة التي تعلو الوجوه، فضلًا عن ثياب العيد والحلويات وزيارات الأقارب والأصدقاء.
وإلى كلّ هذه الطقوس، تأتي أضاحي العيد وغيرها من الترتيبات التي تختلف من بلد إلى آخر، حيث تخلق أجواء العيد والبهجة التي يفترض أن ترافقه رغم كلّ الظروف.
ويحل عيد الأضحى في العاشر من شهر ذي الحجة، وهو الشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، والذي يُعَدّ خامس أركان الإسلام، وتُقسم أيامه إلى يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر، ثم أيام التشريق الثلاثة.
يوم عرفة
يصعد حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمعة إلى جبل عرفات في المملكة العربية السعودية، لأداء أهم أركان مناسك الحج عشية عيد الأضحى المبارك.
فبعدما كانوا قد باتوا ليلتهم السابقة في منى، يتوجهون إلى عرفات وبعد انتهاء الخطبة، يصعدون إلى الجبل المكون من كتل صخرية ضخمة وداكنة، ويطلق عليه أيضًا اسم جبل الرحمة.
وكان صعيد عرفات قد شهد خطبة الوداع، التي ألقاها النبي محمد (ص) قبل وفاته منذ نحو 1400 عام من جبل الرحمة، وهو أعلى نقطة في عرفات.
يمضي الحجاج اليوم المقدس في عرفات في قراءة القرآن والدعاء والتسبيح وترديد "لبيك اللهم لبيك"، ويبقون هناك حتى غروب الشمس، لينتقلوا بعد ذلك إلى مزدلفة للمبيت فيها، وجمع الحصى منها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات في اليوم الأخير من الحج.
وتُعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
يوم النحر
وفي يوم النحر، عاشر أيام ذي الحجة الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك، يقوم الحجاج بالتضحية بالذبائح.
ويشهد هذا اليوم تأدية الحجاج صلاة الفجر في مزدلفة، ثم التوجّه إلى مشعر منى قرب مكة المكرمة لرمي جمرة العقبة، والقيام بنحر الهدي، وطواف الإفاضة في الحرم المكي.
وفي أيام التشريق يؤدي الحجاج المناسك قبل أن يغادروا منى عائدين إلى مكة، ليطوفوا حول البيت العيتق طواف الوداع، الذي تُرجى من بعده عودة قريبة، فيحضر من استطاع إليه سبيلًا.
يُذكر أن مناسك الحج انطلقت الأربعاء بحضور أكبر عدد من الحجاج منذ تفشي جائحة كوفيد-19، حيث أدى مئات الآلاف من المصلين "طواف القدوم" حول الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة.
وقد سمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا، بينهم 850 ألفًا أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.