أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، عن شن ضربات جوية جديدة ضد مواقع لحزب الله في لبنان، بعد يوم من الغارة التي استهدفت قادة للحزب قرب العاصمة بيروت، تزامنًا مع إطلاق صواريخ من الجنوب.
وجاء في بيان أن "الجيش الإسرائيلي يقصف حاليًا مواقع تابعة لمنظمة حزب الله في لبنان"، مضيفًا أن 16 مقاتلًا على الأقل من حزب الله قتلوا في غارة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق قوله.
وصباح السبت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 31 شهيدًا بينهم 3 أطفال و7 نساء قضوا في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، إضافة إلى إصابة 68 شخصًا.
غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان
وكان حزب الله اللبناني نعى مساء أمس الجمعة وصباح اليوم السبت، القياديين بصفوفه إبراهيم عقيل، وأحمد محمود وهبي، و14 مقاتلًا استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأفادت صحيفة "يديعوت أجرونوت" العبرية بأن "مقاتلات إسرائيلية نفذت أكثر من 100 غارة خلال الهجوم الأخير على جنوب لبنان.
واستهدفت الغارات محيط مجرى نهر الليطاني قرب الخردلي في القطاع الأوسط، حسب مراسل التلفزيون العربي.
كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة عنيفة من الغارات الجوية مستهدفًا مناطق حرجية ومجرى نهر الليطاني ابتداءً من منطقة زوطر ودير سريان والخردلي وصولا حتي القاطراني، ومرتفعات البقاع الغربي.
وفيما أشار مراسل التلفزيون العربي إلى إطلاق رشقة صاروخية من القطاع الأوسط لجنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية، لفت إلى أن صفارات الإنذار دوت في صفد وراموت نفتالي ومناطق بالجليل الأعلى.
اندلاع حرائق شمال إسرائيل
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة والعديد من البلدات الإسرائيلية بالجليل الأعلى.. وأيضًا في صفد ومنطقة إصبع الجليل".
وأوضحت أن "سكان صفد والجولان (السوري المحتل) والجليل الأعلى تلقوا تعليمات بالبقاء قرب الملاجئ".
وتحدثت الإذاعة عن "إطلاق 25 صاروخًا على شمال إسرائيل، أسفرت عن اندلاع عدة حرائق دون وقوع إصابات".
الشرطة الإسرائيلية أيضا أشارت، في بيان، إلى سقوط صواريخ في عدة مواقع شمالية واندلاع عدد من الحرائق، وفق ما ذكرت القناة "12" العبرية.
بدورهاـ ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن "الجيش ينفذ هجومًا واسع النطاق على منصات الإطلاق في جنوب لبنان وسهل البقاع".
وأضافت: "أنباء عن سقوط صاروخ في منطقة بيريا بالجليل الأعلى، والجيش الإسرائيلي يغلق طرقًا ومحاور في كتسرين بالجولان".
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم": إن هناك "أنباء أولية عن إصابة مباشرة لكنيس يهودي في مستوطنة بيريا بالجليل الأعلى".
وأفادت تقارير إعلامية لبنانية، بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 15 غارة على جنوب البلاد خلال ربع ساعة، دون ذكر نتائجها.
حزب الله يرد على اعتداءات الاحتلال
من جهته، أعلن حزب الله في بيان استهدافه القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في ثكنة بيريا بصواريخ الكاتيوشا.
وفي بيان آخر، قال الحزب: إن "عناصره استهدفوا موقع جل العلام الإسرائيلي بقذائف المدفعية، وأصابوه إصابة مباشرة"، مشيرًا إلى استهدافه بالصواريخ ثكنة زرعيت وإصابتها إصابة مباشرة.
وأوضح أن الهجوم، يأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على اعتداءات العدو الصهيوني على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية".
إلى ذلك، أعلن حزب الله عن استشهاد أحد عناصره في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحزب في بيان: "تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد الجريح عباس محمود صالح "أبو حوراء" مواليد عام 1978 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس".
إسرائيل تغلق مجالها الجوي شمالًا
وفي وقت سابق السبت، قرر الجيش الإسرائيلي، إغلاق المجال الجوي في مناطق شمالي البلاد لمدة 24 ساعة على خلفية التوتر الأمني.
وقالت هيئة البث الرسمية: "بسبب الوضع الأمني قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق المجال الجوي من الخضيرة باتجاه الشمال لمدة 24 ساعة".
وأضافت: "سيسمح بالرحلات الجوية المصرح لها فقط"، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي "قرار إغلاق المجال الجوي من الخضيرة (في منطقة حيفا شمالًا) باتجاه الشمال حتى الحدود مع لبنان اعتبارًا من صباح اليوم".
وأوضحت أن قرار الجيش يأتي "من أجل تقليل خطر قيام نظام الدفاع الجوي بالتعرف عن طريق الخطأ على الطائرات الإسرائيلية على أنها معادية ومن ثم اعتراضها".
غير أنها لفتت إلى أن "الإغلاق مخصص للطيران الرياضي المدني فقط دون أي تأثير على الطيران الدولي".
وفي سياق متصل، قالت القناة "12" العبرية الخاصة إن عملية الاغتيال التي وقعت في بيروت أمس (الجمعة)، أثارت حالة اليقظة في جميع أنحاء إسرائيل.
وأضافت: "لم تتغير تعليمات الجبهة الداخلية (تابعة للجيش الإسرائيلي)، لكن قوات الطوارئ قررت رفع حالة التأهب".
وأشارت القناة إلى أن الجيش "قرر وضع 100 سائق من شركة إيغد (أكبر شركة نقل عام في إسرائيل) من فرع حيفا في وضع الاستعداد بهدف تقصير وقت الوصول إلى النقاط المختلفة، حتى يكونوا جاهزين لأي مهمة".
وقالت إن نجمة داود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلية) قررت أيضًا "رفع التأهب إلى المستوى 4 وهو أعلى مستوى".
وأضافت: "تم تجهيز جميع فرق الإسعاف وهي على استعداد للانتشار حسب الحاجة في جميع أنحاء البلاد".
