تعيش إسرائيل حالة من الارباك بعد عملية "طوفان الأقصى" التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام لليوم الثاني على التوالي، حيث قتل أكثر من 350 إسرائيليًا وأسر عدد غير محدد من المستوطنين.
ودوت صافرات الإنذار في مناطق مستوطنات غلاف غزة بعد رشقات صاروخية جديدة أطلقتها المقاومة الفلسطينية، فيما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن تعزيز قواتهما العاملة في تلك المناطق.
وأعلنت كتائب القسام عن السيطرة على عدة مناطق جنوب مدينة عسقلان و"تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح".
غارات جوية إسرائيلية ومواصلة اشتباكات غلاف غزة
وأفاد مراسل "العربي" بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية جديدة على مدينة غزة. وقالت إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس، إنّ غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً يعود إلى القيادي العسكري أبو أنس الغندور، وهو من أبرز قيادات كتائب القسام.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الأحد مواصلة عناصرها الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 30 ساعة في محاور عدة.
وقالت السرايا في بيان: "يواصل مقاتلونا في قوات النخبة رفقة إخوانهم في كتائب القسام اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة في عديد المحاور ضمن ما يسمى "مستوطنات غلاف غزة"، ونؤكد أن العدو يقاتل من وراء الجدر ويخشى التقدم، وما نحتاجه هو دعاء أبناء شعبنا البطل المغوار"، بحسب نص البيان.
وكان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام قد أكد أن "تهديد غزة وشعبها لعبة خاسرة"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي تساقط كالجراد أمام مقاتلي المقاومة".
وأكد أبو عبيدة، في تصريحات صحفية، أن "الاحتلال يواجه أزمة عميقة بعدما شاهد بأس رجال القسام داخل الأراضي المحتلة في مستوطنات غلاف غزة"، مشددًا أن "معركة طوفان الأقصى مستمرة دفاعًا عن الأقصى والأسرى".
عملية "طوفان الأقصى" مستمرة
وفجر أمس السبت، أعلنت "كتائب القسام" بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وردًا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد "حماس" في غزة، قائلًا في بيان، إن طائراته "بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".
وفي السياق، قال أحمد عبد الرحمن الكاتب المختص بالشأن السياسي والعسكري، "إن إسرائيل يبدو أنها تريد الذهاب بالأوضاع إلى كارثة إنسانية للرد على العمليات البطولية التي تنفذها المقاومة".
وأضاف عبد الرحمن في حديث لـ "العربي": "إن هذا الكيان لا يقاتل على أرض المعركة وهو هزم فيها، ولذلك يريد الاحتلال الانتقام من المدنيين".
واعتبر أن "إسرائيل في مأزق وأزمة كبيرة" حيث تقاتل فلسطينيين في مركز شرطة شديروت منذ الأمس ولم تنجح بالسيطرة عليه إذا جاز التعبير إلا بعد أن هدمت نصف المركز بالجرافات والقذائف.
وقال: إن "إسرائيل التي تمتلك قوات خاصة على أحدث مستوى عالمي تفشل في مواجهة مقاوم واحد وتأتي إلى غزة لتقتل وتدمر البيوت والأبراج السكنية وهذا كله انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في وقت الحرب والذي يدعو المؤسسات الدولية والأممية إلى التدخل على أقل تقدير".
