كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس ضرباته الجوية والمدفعية على مناطق متفرّقة في جنوب لبنان.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية 3 غارات على أطراف بلدتَي رب الثلاثين- الطيبة وأطراف العديسة لجهة تلة العويضة في القطاع الشرقي لجنوب لبنان، كما قصفت مدفعية الاحتلال سهل مرجعيون.
وأفاد مراسل "العربي" في إبل السقي محمد الحاجي، بأنّ مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في سوق الخان قرب كوكبا، من دون أنباء عن سقوط إصابات.
كما أطلقت مسيرّة إسرائيلية أخرى صاروخًا على حديقة منزل وسط بلدة كوكبا، مخلفة أضرارًا جسيمة في المنزل دون وقوع إصابات. بينما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذيفتين على أطراف البلدة.
وسقطت قذيفة بين المنازل في بلدة حولا مفرق حي المرج، كما استهدفت قوات الاحتلال الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل بالقصف الدخاني والفسفوري الكثيف لسحب آلياته من المكان.
وتعرّضت أطراف بلدة يارين لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما أطلق جيش الاحتلال نيران رشاشاته الثقيلة من مواقعه قبالة بلدة عيتا الشعب على الأحراج المجاورة للبلدة.
وبحسب مراسلنا، مشّط جيش الاحتلال بعيد منتصف ليل أمس محيط موقع العبّاد العسكري المُطل على بلدة حولا، بواسطة الأسلحة الرشاشة الثقيلة، وقد سُمعت أصوات الرصاص بكثافة في المنطقة الحدودية.
وتزامنًا مع ذلك، نفّذ جيش الاحتلال ضربات جديدة استهدفت تلة الحمامص وسهل مرجعيون، منطقة هورا والعزية في دير ميماس، كما أطلق القنابل المضيئة في أجواء سهل مرجعيون والقليعة وبرج الملوك.
وقد استمر تحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طوال الليل حتى الصباح، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا إلى مشارف نهر الليطاني، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
ومساء أمس الأربعاء صعّد جيش الاحتلال اعتداءاته على جنوب لبنان، حيث أغار طيرانه على أطراف بلدة القليلة، ما أدى إلى استشهاد مقاوم من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجرح آخرين. وترافق ذلك مع قصف مدفعي على قرى في القطاعين الغربي والأوسط وعلى جبل اللبونة وجبل العلام.
في المقابل، أعلن "حزب الله" استهداف 5 مواقع للاحتلال أمس الأربعاء، معلنًا استشهاد أحد مقاتليه.
محاولات أميركية للتهدئة
ومنذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد يوم من إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تبادلًا لإطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأدى تصاعد القصف ولجوء إسرائيل إلى تنفيذ سياسة الاغتيالات في لبنان التي طالت القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف قادة آخرين لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، إلى تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة على جبهة لبنان.
وفي هذا السياق، سعت الإدارة الأميركية إلى تهدئة جبهة لبنان، وأوفدت الأسبوع الماضي المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين، حاملًا أفكارًا أولية من واشنطن تتضمّن سحب الحزب مقاتليه بعيدًا عن الحدود.
إلا أن مسؤولين لبنانيين أكدوا لوكالة "رويترز"، أنّ "حزب الله" رفض مقترحات هوكشتاين باعتبارها "غير واقعية"، لكنّهم أكدوا أنّ الحزب لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية الأميركية لتجنّب خوض حرب شاملة، بمجرد انتهاء الحرب في غزة.