الإثنين 30 Sep / September 2024

غارات ومزيد من الشهداء.. المقاومة تتصدى للاحتلال في محاور غزة

غارات ومزيد من الشهداء.. المقاومة تتصدى للاحتلال في محاور غزة

شارك القصة

غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة - الأناضول
غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة - الأناضول
طوى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ27 حاصدًا المزيد من الشهداء، فيما تصدت المقاومة للاحتلال في مختلف محاور التوغل.

شهدت محاور عدة في قطاع غزة اشتباكات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما واصل الطيران الإسرائيلي القصف على مناطق متفرقة من القطاع الذي قّدم 9061 شهيدًا بينهم 3760 طفلًا بعد 27 يومًا على العدوان، وفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة.

وزعم جيش الاحتلال أنه شن ما يزيد عن 12 ألف غارة على "أهداف عسكرية" في قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

لكن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نفى صحة ما أعلنه الاحتلال، وقال في بيان، إن "الاحتلال يدعي قصف 12 ألف (هدف عسكري) داخل غزة، والواقع أن أهدافه هي الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والنساء والأطفال وتجمعات المواطنين أمام المخابز وفي المستشفيات والكنائس". 

جولة غارات إسرائيلية جديدة

وقد شنت غارات جوية جديدة على مخيم جباليا، بحسب مراسل "العربي"، فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن عدد ضحايا مجزرتي جباليا الأولى والثانية 195 شهيدًا و120 مفقودًا تحت الأنقاض و777 جريحًا. 

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن 15 فلسطينيًا على الأقل استشهدوا وأصيب آخرون، مساء الخميس، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمنزلين في مدينة غزة.

وقد نقلت الوكالة الرسمية عن مصادر طبية أن 9 أشخاص على الأقل استشهدوا في قصف طيران الاحتلال لمنزل في منطقة الشمعة بحي الزيتون في مدينة غزة، كما استشهد ستة مواطنين، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف منزل لعائلة الغول في حي الشيخ رضوان، شمال غرب غزة. 

وصباحًا شنّت المقاتلات الإسرائيلية "سلسلة غارات عنيفة" على بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وحي الكرامة، في شمال غرب القطاع، فيما أظهرت مشاهد مصورة لحظة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا في غزة بالقنابل الفسفورية. 

كما زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته المتوغلة في قطاع غزة "تمكنت" من التوغل على أطراف مدينة غزة في إطار عملياتها البرية المتواصلة في القطاع المحاصر، فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل قائد كتيبة في سلاح المدرعات بمواجهات غزة.

المقاومة تواصل التصدي للاحتلال

وفي المقابل، أكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، مساء الخميس أن المقاومة تواصل التصدي للاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور التوغل

وقال أبو عبيدة في خطاب مصور، إنّ كتائب القسام تمكنت من "قتل أعداد كبيرة من جنود العدو في عدة محاور للقتال" داخل قطاع غزة، مضيفًا أن "قوات النخبة في القسام تمكنت من الالتفاف خلف خطوط العدو في محاور القتال والاشتباك معه من مسافة صفر".

وأشار إلى أن كتائب القسام تمكنت من تدمير "ما قوامه كتيبة دبابات وأكثر وقتلنا وأصبنا عددًا من جنود العدو".

كما وجه أبو عبيدة رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي قائلًا: "إن قيادتكم تكذب عليكم في ما يتعلق بملف الأسرى وأعداد الجنود القتلى" الذين سقطوا في غزة بعد إطلاق ما يسمى بالعملية البرية، مؤكدًا أنّ ناقلة الجند "النمر" سقطت في أول اختبار أمام قذائف كتائب القسام.

وكانت القسام قد أعلنت صباح الخميس، استهداف آليتين إسرائيليتين في محور شمال غرب قطاع غزة بقذيفتي الياسين 105.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، أنها تمكنت من نصب كمين محكم في قوة إسرائيلية راجلة شمال غربي غزة.

استهداف مواقع لجيش الاحتلال

كما طالت صواريخ المقاومة مواقع لجيش الاحتلال القريبة من الحدود مع لبنان، حيث شن حزب الله الخميس هجمات متزامنة على 19 موقعًا إسرائيليًا مختلفًا، بينها مواقع عسكرية، على امتداد الحدود مع لبنان، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر كبير في الحزب. 

وأكد حزب الله فجر الخميس، أنه استهدف طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض-جو وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تحطمها وسقوطها. ثم أعلن أنه هاجم مقر قيادة كتيبة إسرائيلية ‏في ثكنة زبدين بمزارع شبعا المحتلة  بواسطة مسيرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية ‏كبيرة من المتفجرات وأصابتا أهدافهما بدقة عالية داخل الثكنة. 

كما أعلن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن كتائب القسام في لبنان قصفت الخميس مستوطنة "كريات شمونة" ومحيطها في شمال إسرائيل باستخدام 12 صاروخًا.

معاناة إنسانية 

وبموازاة التصعيد العسكري، يستمر الوضع الإنساني بالتفاقم في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة توقف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الإندونيسي بشكل كامل ما ينذر بكارثة صحية بحسب مراسل "العربي".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس، إن الإخلاء القسري للمستشفيات في قطاع غزة يعرض حياة مئات المرضى للخطر.

وأضاف: "صدرت أوامر بإخلاء 23 مستشفى في مدينة غزة وشمال القطاع، والإخلاء القسري في هذه الظروف سيهدد حياة مئات المرضى". 

ودعا خبراء في الأمم المتحدة الخميس إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، قائلين: إن الشعب الفلسطيني هناك عرضة "لخطر جسيم للإبادة الجماعية".

إجلاء الأجانب عبر رفح

كما كشف رئيس هيئة المعابر في غزة لـ"العربي" أن 400 من حملة الجوازات الأجنبية خرجوا من غزة عبر معبر رفح.

وأشار إلى تنسيق يحصل لنقل 60 جريحًا من قطاع غزة عبر المعبر، فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن مصر تستعد لاستقبال سبعة آلاف أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة من المقرر إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.

وأعلن الأردن، الخميس، إرسال طائرة مساعدات طبية وإغاثية، هي الثالثة، إلى قطاع غزة، على أن يتم إدخالها عبر معبر رفح البري بالتنسيق مع مصر على أن يتم تسليمها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتوزيع الحمولة على مستشفيات القطاع.

البيت الأبيض يبحث فكرة فترات هدنة

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، العمل على تجنب أي تصعيد للحرب في قطاع غزة، بعد قيام كل من جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية الخميس بأن بلينكن ناقش مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود الوضع الإنساني في غزة والحاجة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الخميس، إن البيت الأبيض يبحث فكرة فترات هدنة في الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة لمساعدة المدنيين، مشيرًا إلى أنه يعمل مع إسرائيل لتقليل الخسائر البشرية، حسب قوله.

وأشار كيربي إلى أن البيت الأبيض يشعر بالقلق من الهجمات التي يشنها حزب الله على القوات الإسرائيلية مع تبادل إطلاق النار وتصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية، لكنه أضاف أنه "لا يوجد ما يشير إلى أن الحزب مستعد للدخول بكامل قوتها" في الحرب.

كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في قطاع غزة خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري. ونوه الجانبان إلى عدم تقبل أي أعمال عنف ضد المدنيين أو الهجمات على المباني السكنية والبنية التحتية المدنية".

وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية الخميس أن ألمانيا حظرت اعتبارًا من أمس الأربعاء أنشطة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، وكذلك شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى المؤيدة للفلسطينيين. 

مواقف عربية

وفي ظل تواصل العدوان على غزة، أرجأت العراق مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي "حتى إشعار آخر، على خلفية الأحداث الإقليمية لا سيما ما يحصل في فلسطين"، وبهدف "تركيز جهود العراق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومساعدة الشعب الفلسطيني". 

وفي تونس، عقد البرلمان جلسة عامة للنظر في مشروع قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل وينص على "توجيه تهمة الخيانة العظمى لكل من تخابر مع الكيان الصهيوني أو وضع نفسه على ذمته"، ويفرض عقوبات مالية وسجنية  تصل الى ست سنوات سجنا ضد مرتكبي جريمة التطبيع.

كذلك حذر المغرب من تداعيات إقليمية للتصعيد الإسرائيلي ضد غزة، داعيًا إلى خفض التصعيد وتيسير دخول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
تغطية خاصة
Close